كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[قصة موسى مع الخضر عليهما السلام]-
في بيته إذ قال سلوني فقلت أبا عباس جعلني الله فداءك، بالكوفة رجل قاص (1) يقال له نوف (2) يزعم إنه ليس موسى بنى إسرائيل (3) أما عمرو بن دينار فقال كذب عدو الله (4) وأما يعلى بن مسلم فقال قال ابن عباس حدثني أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن موسى رسول الله عليه السلام ذكر الناس (5) يوما حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب ولى فأدركه رجل فقال يا رسول الله هل في الأرض أحد أعلم منك؟ قال لا فعتب عليه إذ (6) لم يرد العلم إلى الله تبارك وتعالى (7) فأوحى الله إليه أن لي عبدا أعلم منك قال أي رب وأني (8) قال مجمع البحرين قال أي رب اجعل لي علما (9) اعلم ذلك به، قال لي عمرو (10) قال حيث يفارقك الحوت وقال يعلى (11) خذ حوتا ميتا حيث ينفخ فيه الروح (12) فأخذ حوتا فجعله
__________
ابن مسلم وعمرو بن دينار حال كونه (يحدثه) أي يحدث الحديث المذكور (عن سعيد بن جبير) أيضا وكان الأصل أن يقول يحدث به لكنه عداه بغير الباء، ومثل ذلك في البخاري أيضا، ولأبي ذر عن الكشميهني (يحدث) يحذف الضمير، وقد عين ابن جريج بعض من أبهمه في قوله (وغيرهما) كعثمان ابن أبي سليمان كما سيأتي في سياق الحديث، وروى شيئا من هذه القصة عن سعيد بن جبير من مشايخ ابن جريج عبد الله بن عثمان ابن خثيم وعبد الله بن هرمز وعبد الله بن عبيد بن عمير، وممن روى هذا الحديث عن سعيد بن جبير أبو إسحاق السبيعي وروايته عند مسلم وأبي داود وغيرهما والحكم بن عتيبة وروايته في السيرة الكبرى لابن إسحاق كما نبه على ذلك الحافظ في الفتح (1) بتشديد الصاد المهملة يقص على الناس الأخبار من المواعظ وغيرها (2) بفتح النون وسكون الواو وبالفاء زاد البخاري (البسكالي) بكسر الموحدة وتخفيف الكاف وتشديد نسبة إلى بني بكال بن فضالة بفتح الفاء والمعجمة ابن امرأة كعب الأحبار (3) هكذا بالأصل (يزعم أنه ليس موسى بن إسرائيل) وكذا في البخاري من هذا الطريق وله من طريق سفيان بلفظ (يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل) وهذا أظهر (4) ظاهره أن عمرو بن دينار قال كذب عدو الله وليس كذلك، بل المراد أن ابن جريج يقول إن عمرو بن دينار قال له في روايته عن سعيد بن جبير إن ابن عباس قال كذب عدو الله، فالقائل كذب عدو الله هو ابن عباس يعني نوفا، خرج منه مخرج الزجر والتحذير لا القدح في نوف، لأن ابن عباس قال ذاك في حال غضبه وألفاظ الغضب تقع على غير الحقيقة غالبا وتكذيبه له لكونه قال غير الواقع، ولا يلزم منه تعمده والله أعلم (5) بفتح الذال المعجمة وتشديد الكاف من التذكير وفي بعض الروايات قام خطيبا في بني إسرائيل (6) بسكون الذال للتعليل (7) كأن يقول نحو الله أعلم كما قالت الملائكة لا علم لنا إلا ما علمتنا (8) أي وأني هو أو فأين أجده (قال مجمع البحرين) وفي رواية للبخاري (إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك) أي بحري فارس والروم، أو بحري المشرق والمغرب المحيطين بالأرض، أو العذب والملح والله أعلم (9) أي علامة (10) يقول ابن جريج قال لي عمرو يعني ابن دينار في روايته قال بمعنى العلم على ذلك المكان (حيث يفارقك الحوت) (11) يعني وقال يعلى في روايته خذ حوتا ميتا الخ ولمسلم وعبد الله ابن الإمام أحمد في رواية أبي إسحاق (وآية ذلك إن تزود حوتا مالحا فإذا فقدته فهو حيث تفقده) (12) معناه عند ما يحيى الله الحوت الميت ويذهب إلى البحر تجد صاحبك في هذا المكان، وهو معنى قوله في

الصفحة 201