كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[تابع قصة موسى مع الخضر عليهما السلام]-
كذلك يا سعيد؟ قلت نعم أنا سمعته يقول ذاك، فقال بن عباس كذب نوف (1) حدثني أبيّ بن كعب انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول رحمة الله علينا وعلى صالح، رحمة الله علينا وعلى أخي عاد (2) ثم قال أن موسى عليه السلام بينا هو يخطب قومه ذات يوم إذ قال لهم ما في الأرض أحد أعلم منى (3) وأوحى الله تبارك وتعالى إليه أن في الأرض من هو أعلم منك وآية ذلك أن تزود حوتا (4) مالحا فإذا فقدته فهو حيث تفقده (5) فتزود حوتا مالحا فانطلق هو وفتاه حتى إذا بلغ المكان الذي أمروا به فلما انتهوا إلى الصخرة (6) انطلق موسى يطلب ووضع فتاه الحوت على الصخرة واضطرب {فاتخذ سبيله في البحر سربا} (7) قال فتاه إذا جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثته فأنساه الشيطان فانطلقا فأصابهم ما يصيب المسافر من النصب (8) والكلال ولم يكن يصيبه ما يصيب المسافر من النصب والكلال (9) حتى جاوز ما أمر به (10) فقال موسى لفتاه {آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} (11) قال له فتاه يا نبي الله {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت} أن أحدثك {وما أنسانيه إلا الشيطان} {فاتخذ سبيله في البحر سربا} (12) {قال ذلك ما كنا نبٍغ} فرجعا على آثارهما قصصا يقصان الأثر حتى إذا انتهيا إلى الصخرة فأطاف بها فإذا هو مُسجى (13) بثوب له فسلم عليه فرفع رأسه فقال له من أنت؟ قال موسى، قال من موسى؟ قال موسى بني إسرائيل قال أخبرت (14) أن عندك علما فأردت أن أصحبك {قال إنك لن تستطيع معي صبرا. قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا، قال فكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا} قال قد أمرت أن أفعله {قال ستجدني إن شاء الله صابرا} قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا، فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة} خرج من كان فيها وتخلف ليخرقها، قال فقال له موسى تخرقها {لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا (15) قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا؟ قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني (16)
__________
بينهما فذاك نسبة إلى ابن بكال وهذا نسبه إلى الإقليم والجهة (1) تقدم الكلام على قوله كذب نوف في شرح الحديث السابق (2) يعني هودًا نبي الله عليه السلام (3) قال ذلك بالنسبة لاعتقاده وإلا فكان الخضر أعلم منه كما صرح في الحديث (4) الحوت السمكة (5) معناه إنك تجد مطلوبك في المكان الذي تفقد فيه الحوت (وتفقده) بكسر القاف أي يذهب منك (6) هي صخرة عند مجمع البحرين في المكان الذي يطلبه موسى (وقوله انطلق موسى يطلب) أي يطلب الخضر الذي جاء لأجله (7) أي مسلكا وروى عن أبس بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم إنجاب الماء عن مسلك الحوت فصار كوة لم يلتئم (8) أي التعب (9) معناه أنه لم يتأثر من تعب السفر إلا هذه المرة (10) قال الإمام البغوي وذلك أن يوشع حين رأى ذلك من الحوت قام ليدرك موسى فيخبره فنسي أن يخبره فمكثا يومهما حتى صليا الظهر من الغد (11) أي تعبا وشدة وذلك أنه ألقى على موسة الجوع بعد مجاوزة الصخرة ليتذكر الحوت ويرجع إلى مطلبه فقال له فتاه وتذكر أرأيت إلى الصخرة إلخ (12) هذه حكاية يوشع يحكى لموسى ما حصل من الحوت (13) يعني الخضر (مسجي) المسجي المغطى (14) قال يعني موسى قال للخضر أخبرت الخ (15) أي منكرا والأمر في كلام العرب الداهية واصله كل شيء شديد كثير وقال قتادة عجبًا (16) أي لا تشدد

الصفحة 205