كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[قوله عز وجل (قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي)]-
وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا
(باب قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني الآية) (وعن ابن عباس) (1) عن أبي 342 ابن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ (لقد بلغت من لدني عذرا) يثقلها (2) (وعنه أيضًا) (3) عن أبي 343 ابن كعب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا لأحد بدأ بنفسه فذكر ذات يوم موسى فقال رحمه الله علينا وعلى موسى، لو كان صبر لقص الله تعالى علينا من خبره ولكن قال (إن سألتك عن شيء بعدها (4) فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا) (باب قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي الآية) (عن ابن عباس) (5) قال قالت قريش ليهود أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل فقالوا سلوه عن الروح فسألوه فنزلت (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) قالوا أوتينا علما كثيرا، أوتينا التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا فأنزل الله عز وجل (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر) (سورة مريم) (باب يا أخت هارون) (وعن المغيرة بن شهبة) (6) قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران (7) قال فقالوا أرأيت ما تقرءون 345
__________
ربك أن يبلغا أشهدهما) أي يبلغا ويعقلاه، وقيل أن يدركا شدتهما وقوتهما، وقيل ثماني عشرة سنة (ويستخرجا) حينئذ (كنزهما رحمة) نعمة (من ربك وما فعلته عن أمري) أي باختياري ورأيي بل فعلته بأمر الله والهامه (ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرًا) أي لم تطق عليه صبرًا واستطاع واسطاع بمعنى واحد، وروى أن موسى لما أراد أن يفارقه قال له أوصني، قال لا تطلب العلم للتحدث به واطلبه لتعمل به اهـ (قلت) واختلف العلماء في أمر الخضر هل هو نبي أو ولي وهل هو حي أو ميت وسيأتي الكلام عليه في باب ذكر الخضر والياس من كتاب أحاديث الأنبياء إن شاء الله تعالى والله الموفق (باب) (1) (سنده) حدثنا أبو عبد الله العنبري حدثنا أمية بن خالد حدثنا أبو الجارية العمدي عن شعبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ (غريبه) (2) أي يثقل النون من لدني قال الإمام البغوي في تفسيره قرأ أبو جعفر ونافع وأبو بكر من لدني خفيفة النون، وقرأ الآخرون بتشديدها، قال ابن عباس أي قد أعذرت فيما بيني وبينك، وقيل قد عذروني أنى لا أستطيع معك صبرا، وقيل اتضح لك العذر في مفارقتي (تخريجه) ابن جرير والبغوي (3) (سنده) حدثنا يحيى بن أدم حدثنا حمزة بن حبيب الزيات عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ (4) (التفسير) أي أن اعترضت عليك بشيء بعد هذه المرة (فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا) أي أعذرت إلى مرة بعد مرة (تخريجه) (م) والطبري والبغوي في تفسيريهما (باب) (5) (عن ابن عباس الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في تفسير وتخريجه في تفسير قوله عز وجل (ويسألونك عن الروح من سورة الإسراء في هذا الجزء صحيفة 169 رقم 332 فأرجع إليه (باب) (6) (سنده) حدثنا عبد الله بن ادرسي قال سمعت أبي يذكره عن سماك عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة الخ (غريبه) (7) بفتح النون وإسكان الجيم وهي بلدة معروفة كانت منزلا للأنصار، وهي بين مكة واليمن على سبع مراحل من مكة، قال في المهذب وأما نجران فليست من الحجاز ولكن صالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يأكلوا الربا

الصفحة 207