كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[(سورة مريم) قوله عز وجل (يا أخت هارون) الآية]-
(يا أخت هارون) (1) وموسى قبل عيسى بكذا وكذا (2) قال فرجعت فذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم (3) (باب وما نتنزل إلا بأمر ربك) 346 (عن ابن عباس) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل ما يمنعك أن تزورنا (5) أكثر مما تزورنا؟ فنزلت (وما نتنزل إلا بأمر ربك (6) له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا) قال وكان ذلك الجواب لمحمد صلى الله عليه وسلم (باب وأن منكم إلا واردها) (عن أم مبشر) (7) أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند حفصة يقول لا يدخل النار أن شاء الله (8) من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها (9) فقالت بلى يا رسول الله
__________
فأكلوه ونقضوا العهد فأمر بإخراجهم فاجلاهم عمر رضي الله عنه (قال النووي) وهذا الذي قاله في المهذب هو الصواب، قال ونجران مذكورة في باب عقد الذمة في المهذب من قوله صلى الله عليه وسلم أخرجوا اليهود من الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب أهـ (1) بقية الآية (ما كان أبوك أمرأ سوء وما كانت أمك بغيا) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره أي يا شبيهة هارون في العبادة أنت من بيت طيب طاهر معروف بالصلاح والعبادة والزهادة فكيف صدر هذا منك؟ قال علي بن طلحة والسدى قيل لها أخت هارون أي أخي موسى وكانت من نسله كما يقال للتميمي يا أخا تميم وللمضرى يا أخل مضر، وقيل نسبت إلى رجل صالح كان فيهم اسمه هارون فكانت تتأسى به في الزهادة والعبادة اهـ (2) أي من طول الزمان مالا يمكن أن تكون مريم أختا لهرون أخى موسى (3) يعني أن هارون المذكور في قوله تعالى (يا أخت هارون) ليس هو هارون النبس أخا موسى بل المراد بهارون هذا رجل أخر مسمى بهرون لأنهم كانوا يسمون أولادهم بأسماء الأنبياء والصالحين قبلهم (تخريجه) (م نس مذ) (باب) (4) (سنده) حدثنا عبد الرحمن (يعني ابن مهدي) عن ابن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ (غريبه) (5) أي ما يمنعك أن تجيئا وتتنزل علينا أكثر من ذلك، قيل سبب ذلك احتباس الوحي عنه صلى الله عليه وسلم أكثر من عادته (6) (والتفسير) (وما تتنزل إلا بأمر ربك) أي قال عز وجل قل يا جبريل وما تتنزل وقتا غب وقت إلا بإذن الله على ما تقتضيه حكمته (له ما بين أيدينا) قيل المراد به امر الدنيا (وما خلفنا) أمر الآخرة (وما بين ذلك) ما بين النفختين (قال الحافظ ابن كثير) هذا قول أبي العالية وعكرمة ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة في رواية عنهما والسدى والربيع بن أنس وقيل (ما بين أيدينا) ما يستقبل من أمر الآخرة (وما خلفنا) أي ما مضى من الدنيا (وما بين ذلك) أي ما بين الدنيا والآخرة يروي نحوه عن ابن عباس وسعيد بن جبير والضحاك وقتادة وابن جريج والنووي واختاره ابن جرير أيضًا (وما كان ربك نسيا) قال مجاهد والسدى معناه ما نسيك ربك، وقال وهذه الآية كالتي في الضحى يعني (والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى) (تخريجه) (خ نس مذ) (باب) (7) (سنده) حدثنا حجاج قال أخبرني ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا (يعني ابن عبد الله) قال حدثتني ام مبشر أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حفصة يقول إلخ (غريبه) (8) قال العلماء لا يدخلها أحد منهم قطعًا كما صرح بذلك في أحاديث أخرى ستأتي في باب مناقب من شهد بدراو الحديبية من كتاب المناقب وإنما قال إن شاء الله للتمرك لا للشك (9) يعني بيعة الرضوان التي قال الله تعالى فيها (لقد رضي الله

الصفحة 208