كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[كلام العلماء في معنى الورود وتفسير قوله تعالى (أفرأيت الذي كفر بآياتنا) الآية]-
(باب أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتينّ مالًا وولدا) (عن مسروق) (1) قال قال حبّاب بن الأرتّ (2) كنت قَيْنًا (3) بمكة فكنت أعمل للعاص بن وائل (4) فاجتمعت لي عليه دراهم فجئت أتقاضاه (5) فقال: لا أقضينك حتى تكفر بمحمد. قال: قلت والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث (6) قال فإذا بعثت كان لي مال وولد (وفي لفظ مال فضحك ثم قال سيكون لي ثم (7) مال وولد فأعطيك حقك) قال فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى (أفرأيت (8) الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا حتى بلغ فردا
__________
والحاكم (فأولهم كلمح البصر ثم كحُضر الفرس) أي جريه الشديد (ثم كالراكب في رحله ثم كشد الرجل (أي عدوه) ثم كمشيه (أي المعتاد) (تخريجه) (مذك حق ي) وابن أبي حاتم وحسنه الترمذي وصححه الحاكم وأقره الذهبي (هذا وقد ذكر العلماء) في معنى الورود أقوالًا كثيرة أصحها قولان الدخول والجواز على الصراط، قال الحافظ ولا تنافي بينهما كأن من عبر بالدخول تجوز به عن المرور، ووجهه أن المار عليها فوق الصراط في معنى من دخلها، لكن تختلف أحوال المارة باختلاف أعمالهم، فأعلاهم درجة من يمر كلمح البرق ويؤيد صحة هذا التأويل ما رواه مسلم من حديث أم مبشر فذكره (قلت) تقدم أول الباب (قال وفي هذا بيان ضعف من قال الورود مختص بالكفار، ومن قال معنى الورود الدنو منها، ومن قال معناه الإشراف عليها والله أعلم (باب) (1) (سنده) حدثنا عبد الرازق أنا سفيان عن الأعمش عن أبس الضحى عن مسروق (يعني ابن الأجداع) الخ (غريبه) (2) بفتح الراء وتشديد الفوقية 03) بفتح القاف وسكون التحتية أي حداد (4) هو والد وتشديد الفوقية (3) بفتح القاف وسكون التحتية أي حداد (4) هو والد عمر بن العاص الصحابي المشهور وكان له قدر في الجاهلية ولم يوفق للإسلام (5) جاء في رواية البخاري فعملت للعاص بن وائل سيفًا فجئت أتقاضاه (6) مفهومه أنه يكفر حينئذ لكنه لم يرد ذلك لأن الكفر حينئذ لا يتصور فكأنه قال لا أكفر أبدًا: والنكتة في تعبيره بالبعث تعبير العاص بأنه لا يؤمن به، زاد في رواية البخاري والترمذي قال وأني لميت ثم مبعوث. فقلت نعم، فقال أن لي هناك مالا وولدا فأقضيك (7) بفتح المثلثة وتشديد الميم أي هناك (8) (التفسير) (أفرأيت) لما كان مشاهدة الأشياء ورؤيتها طريقًا إلى الإحاطة بها علما وإلى صحة الخير عنها استعملوا أرأيت في معنى أخبره والتاء جاءت لإفادة معناها الذي هو التعقيب كأنه قال أخبر أيضًا بقصة هذا الكافر عقب قصة أولئك المذكورين قبل هذه الآية والتاء بعد همزة الاستفهام عاطفة على مقدر أي انظرت فرأيت (الذي كفر) يعني العاص بن وائل (بآياتنا) أي بالقرآن (وقال لأوتين) أي (أعطين مالًا وولدا) يعني في الجنة بعد البعث (اطلع الغيب) قال ابن عباس معناه انظر في اللوح المحفوظ، وقيل اعلم علم الغيب حتى يعلم في الجنة أم لا (أم اتخذ عند الرحمن عهدا) يعني قال لا إله الله محمد رسول الله، وقيل يعني عمل عملًا صالحًا قدمه، وقيل عهد إليه أن ديخله الجنة (كلا) ردُّ عليه أي لم يحصل ذلك (سنكتب ما يقول) أي سنحفظ عليه ما يقول فنجازيه به في الآخرة، وقيل يأمر الملائكة حتى يكتبوا ما يقول (ونمد له من العذاب مدا) أي نزيده بذلك عذابًا فوق عذاب كفره (ونرثه ما يقول) أي نزوي عنه ما زعم أ، هـ يناله في الآخرة: والمعني مُسَمّى ما يقول وهو المال والولد (ويأتينا) يوم القيامة (فردا) حال أي بلا مال ولا ولد، كقوله تعالى (ولقد جئتمونا فرادى) فما يجدي عليه تمنيه