كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[قوله تعالى (ومن يرد فيه بالحاد بظلم) وقوله (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا)]-
في ذراع الدابة (باب ومن يرد فيه بالحاد بظلم) (حدثنا يزيد بن هرون) (1) 353 أنبأنا شعبة عن السدى (2) أنه سمع مُرَّة أنه سمه عبد الله قال لي شعبة ولا أرفعه لك (3) يقول في قوله عز وجل (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم) (4) قالوا لو أن رجلًا هَمَّ فيه بالحاد وهو بعدن (5) أبين لأذاقه الله عز وجل عذابًا أليمًا (باب أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا) الآية (عن ابن عباس) 06) قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر رضي الله أخرجوا نبيهم، إنا 354 لله وإنا إليه راجعون ليهلكنّ، فنزلت (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا إن الله على نصرهم لقدير) (8)
__________
(باب) (1) (حدثنا يزيد بن هارون الخ) (غريبه) (2) اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن ومرة هو ابن شراحيل الهمداني وعبد الله هو ابن مسعود (3) القائل قال لي شعبة هو يزيد بن هارون يريد أن شعبة قد حكى رفع الحديث عن شيخه، وجاء هذا الحديث نفسه عند ابن حاتم في تفسيره من طريق يزيد بن هارون عن شعبة أيضًا وفي أخره قال شعبة هو (يعني شيخه) رفعة لنا وأنا لا أرفعه لكم قال يزيد هو قد رفعه أهـ (قلت) يعني دق رفعه رواية وأن وقفه رأيا، والرفع زيادة من ثقة فتقبل (4) أول الآية (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد: ومن يرد فيه بالحاد بظلم من عذاب أليم) (التفسير) (إن الذين كفروا) فيما تقدم (ويصدون عن سبيل الله) أي عن طاعته في الحال (والمسجد الحرام) أي ويصدون عن المسجد الحرام (الذي جعلناه للناس) قبلة لصلاتهم ومنسكًا ومتعبدًا كما قال (وضع للناس) (سواء العاكف فيه والباد) العاكف المقيم فيه والبادي الطاريء المنتاب إليه من غيره سواء في تعظيم حرمته وقضاء النسك فيه، وإليه ذهب مجاهد والحسن وجماعة، وقالوا المراد منه نفس المسجد الحرام: ومعنى التسوية هو التسوية في تعظيم الكعبة وفي فضل الصلاة في المسجد الحرام والطواف بالبيت (ومن يرد فيه بالحاد) أي بهم فيه بأمر فظيع من المعاصي الكبار وقوله (بظلم) أي عامدًا قاصدًا أنه ظلم ليس بمتاول كما قال ابن جريح عن ابن عباس هو التعمد، وقال العوفي عن ابن عباس (بظلم) هو أن تستحل من الحرم ما حرم الله عليك من إساءة أو قتل فتظلم من لا يظلمك وتقتل من لا يقتلك فإذا فعل ذلك فقد وجب له العذاب الأليم كما قال تعالى (نذقه من عذاب أليم) في الآخرة وخبران محذوف لدلالة جواب الشرط عليه تقديره أن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام نذيقهم من عذاب أليم، وكل من ارتكب فيه ذنبًا فهو كذلك، ولذلك قال في حديث الباب (لو أن رجلًا هم فيه بالحاد وهو بعدن أبين لأذاقه الله عز وجل عذابًا أليما (5) عدن بفتح العين والدال المهملتين مدينة معروفة باليمن يقال فيها عدن أبين، قال الحازمي في المؤتلف يقال نسب إلى أبين بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ (تخريجه) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره وأورده الحافظ الهيثمي وقل رواه (حم عل بز) ورجال أحمد رجال الصحيح (باب) (6) (سنده) حدثنا إسحاق حدثنا سفيان عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ (7) (التفسير) (أذن) قرأ أهل المدينة والبصرة وعاصم أذن بضم الألف والباقون بفتحها أي إذن الله (للذين يقاتلون) قرأ أهل المدينة وابن عامر وحفص يقاتلون بفتح التاء يعني المؤمنين الذين يقاتلهم المشركون، وقرأ الآخرون بكسر التاء يعني الذين أذن لهم بالجهاد.

الصفحة 213