كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[تسمية جماعة ممن رموا عائشة بالإفك وقولها في حسان بن ثابت]-
بالورع (1) وطفقت أختها حَمْنَةُ بنت جحش تحارب لها (2) فهلكت فيمن هلك (3) قال ابن شهاب: فهذا ما انتهى الينا من أمر هؤلاء الرهط. (عن عروة من حديث عائشة) (4) أيضًا قال لم يسم من أهل الإفك إلا حسان بن ثابت. ومسطح بن أثاثة. وحمنة بنت جحش. في ناس آخرين لا علم لي بهم غير أنهم عصبة كما قال الله عز وجل: وإن كبر ذلك يقال له عبد الله بن أبي ابن سلول، قال عروة كانت عائشة تكره أن يسب عندها حسان وتقول إنه الذي قال
(فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء) (5) (عن عائشة رضي الله عنها)
(6) قالت رميت بما رميت وأنا غافلة (7) فبلغني بعد ذلك رضخ (8) من ذلك فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي إذ أوحى الله إليه وكان إذا أوحى إليه يأخذه شبه السبات (9) فبينما هو جالس عندي إذ نزل عليه فرفع رأسه وهو يمسح عن جبينه فقال أبشري يا عائشة: فقلت بحمد الله هز وجل لا بحمدك (10) فقرأ (الذين يرمون المحصنات) حتى بلغ (مبرءون مما يقولون) (11)
__________
مفاعلة من السمو وهو الارتفاع (1) أي عصمها الله بتقواها من أن تقول كما قال أهل الإفك وما قالت في عائشة إلا خيرًا (2) أي جعت تتعصب لها أي لأختها زين وخاضت في حديث الإفك لتخفض منزلة عائشة وترفع منزلة أختها زينب (3) أي وقعت فيما وقع أهل الإفك لكنها تابت وأقيم عليها حد القذف، فقد روت عمرة عن عائشة أن النبس صلى الله عليه وسلم ما نزلت آيات الإفك حدّ أربعة نفر عد الله بن أبيَّ. وحسان ن ثابت. ومسح بن أثاثة. وحمنة بنت جحش (تخرجيه) (ق نس) وابن جرير والغوي وغيرهم (4) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وتخريجه في باب حديث الإفك ومحنة عائشة رضي الله عنها ضمن أبواب ذكر أزواجه الطاهرات من كتاب السيرة النبوية (5) جاء عند أن جرير عن عائشة أنها قات ما سمعت بشعر أحسن من شعر حسان ولا تمثلت به إلا رجوت له الجنة قوله لآبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:
هجوت محمدا فأجبتُ عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء
فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء
أتشتمه ولستَ له بكفيء .... فشركما لخيركما الفداء
لساني صارم لا عيب فيه ... وبجري لا تكدره الدلاء
(6) (سنده) حدثنا أبو سعيد قال ثنا أبو عوانة قال ثنا عمر (يعني ابن أبي سلمة) عن أبيه عن عائشة الخ (غريه) (7) تريد ما قاله الناس فيها من حديث الإفك وهي غافلة أي لا تشعر ما يقولون (8) بفتح الراء وسكون المعجمة، قال في القاموس الرضح خبر تسمعه ولا تستيقنه (9) السبات نوم المريض والشيخ المسن وهو النومة الخفيفة (10) تريد أن الله عز وجل هو الذي أنزل براءتي وأنعم عليَّ بما لم أكن أتوقعه من أن يتكلم الله تعالى في شأني بقرآن يتلى، قات ذلك أدلالا عليهم وعتبًا لكونهم شكوا في حالها مع علمهم بحسن سيرتها وارتفاعها عما نسب إليها مما لا حجة عليه ولا شبهة (11) الآيات بتمامها هي قوله عز وج (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات عنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم، يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجهم بما كانوا يعملون، يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو