كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[ما قاله النبي (صلى الله عليه وسلم) لأهل بيته وعشيرته عند نزول قوله تعالى {وأنذر عشيرتك الأقربين}]-
أما دعوتنا (1) الا لهذا؟ وأنزل الله عز وجل {تبت (2) يدا أبي لهب} (عن قبيصة بن المخارق وزهير ابن عمرو) (3) قالا لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} صعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رضمة من جبل على أعلاها حجر (وفي رواية انطلق إلى رضمة (4) من جبل فعلا أعلاها) فجعل ينادى يابنى عبد مناف انما أنا نذير انما مثلى ومثلكم كرجل رأى العدّو فذهب يربأ أهله (5) فخشى أن يسبقوه فجعل ينادى ويهتف 368 (6) يا صباحاه (عن ابى هريرة) (7) قال لما نزلت هذه الآية {وأنذر عشيرتك الأقربين) دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قريشًا فعم وخص (8) (وفي رواية جعل يدعو بطون قريش بطنًا بطنًا) فقال يا معشر قريش انقذوا (9) انفسكم من النار، يا معشر بنى كعب بن لؤى أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بنى عبد مناغ أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بنى هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بنى عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار، فانى والله ما أملك لكم من الله 369 شيئًا، الا ان لمن رحما سأبلُّها ببلالها (10) (عن عائشة) (رضي الله عنها) (11) قالت لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا فاطمة (12) بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بنى عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئًا سلوني من مالي ما شئتم
__________
على المصدر باضمار فعل أى الزمك الله تبا أى خسرانا (1) بهمزة الاستفهام الاستنكارى (2) أى هلكت أو خسرت يدا أبى لهب (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير فى تفسيره وقال رواه البخارى ومسلم والترمذى والنسائى من طرق عن الأعمش به (3) (سنده) حدّثنا يحيى بن سعيد حدثنا التيمى عن أبى عثمان عن قبيصة بن المخارق وزهير بن عمرو الخ (غريبه) (4) الرضمة بفتخ الراء وسكون الضاد المعجمة واحدة الرضم والرضام وهى صخور عظام بعضها فوق بعض، فقوله انطلق الى رضمة أى إلى صخرة من تلك الصخور (فعلا أعلاها) أى ارتقى الى الحجر الذى هو أعلاها كما يستفاد من الرواية الأولى (5) أى يحفظهم من عدوهم ويتطلع لهم، ومنه يقال للطليعة وبيئة بزنتها (6) أي يصيح ويصرخ وتقدم معنى قوله يا صباحاه فى شرح الحديث السابق (تخريجه) (م نس) (7) (سنده) حدّثنا معاوية ابن عمرو قال ثنا زائدة ثنا عبد الله بن عمير عن موسى بن طلحة عن ابى هريرة الخ (غرببه) (8) يفسر العموم قوله يا معشر قريش، والخصوص نداء قبائلها (9) الانقاذ التخليص من ورطة قال تعالى {وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها} (10) أى سأصلها بصلتها أى أصلكم فى الدنيا ولا أغنى عنكم من الله شيئا، ومنه بلوا أرحامكم أى صلوها: استعاروا البلل لمعنى الوصل كما استعاروا اليبس لمعنى القطيعة، وفى القاموس البلال ككتاب ويثلث وكل ما يبل به الحلق: وفى النهاية البلال جمع بلل قيل هو كل ما بل الحلق من ماء أو لبن أو غيره (تخريجه) (ق مذ) قال الحافظ ابن كثير ورواه النسائى من حديث موسى ابن طلحة الزهرى عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة (11) (سنده) حدّثنا وكيع ثنا هشام عن أبيه عن عائشة الخ (غرببه) (12) المعروف فى المنادى الموصوف بالابن الفتح ويجوز الضم ولا يجوز فى صفته إلا النصب (13) يعنى فى الآخرة لا ينفعكم فيها إلا التقوى واما فى الدنيا فيمكننى أن انفعكم بمالى (تخريجه) (م) وأورده الحافظ ابن كثير فى تفسيره وعزاه للإمام أحمد