كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[تفسير قوله تعالى {الم غلبت الروم} الآية وقوله {ووصينا الإنسان بوالديه} الآيات]-
فلم يظهروا (1) فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقال الا جعلتها الى دون (2) قال أراه قال العشر، قال سعيد بن جبير البضع ما دون العشر ثم ظهرت الروم بعد (3) قال فذلك قوله {الم غلبت الروم} (4) الى قوله {ويومئذ يفرح المؤمنوم} قال يفرحون {بنصر الله} (سورة لقمان) (باب ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن) (عن سعد بن ابى وقاص) (5) قال قالت امى اليس الله يأمرك 373 بصلة الرحم وبر الوالدين؟ والله لا اكل طعامًا ولا اشرب شرابًا حتى تكفر بمحمد (صلى الله عليه وسلم) فكانت لا تأكل حتى يشجروا (6) فمها بعصا فيصبوا فيه الشراب، قال شعبة (احد الرواة) وأراه (7) قال والطعام فانزلت {ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن} (8) وقرأ حتى بلغ بما كنتم
__________
على الروم فى تلك المدة كان لنا كذا وكذا من المال نأخذه منكم، وان ظهرت الروم على فارس فى تلك المدة كان لكم أن تأخذوا منا مقدار كذا وكذا من المال (1) أى فلم تظهر الروم على فارس (2) يعنى الا جعلت المدة إلى دون العشر لأن الله تعالى قال فى بضع سنين، والبضع من الثلاث إلى التسع فخرج أبو بكر ولقى أبيا فقال لعلك ندمت؛ قال لا، فتعال أزايدك فى الخطر يعنى المال (وكان ذلك قبل تحريم القمار) وأما دّك فى الأجل يعنى أزيدك، فجعل الأجل تسع سنين وقيل سبع، وجعل المال مائة قلوص يعنى ناقة شابة، ان ظهرت الروم على فارس فى تلك المدة تؤخذ من أبيّ، وان لم تظهر تؤخذ من أبى بكر (3) كان ظهور الروم على رأس سبع سنين يوم الحديبية وقيل يوم بدر وهذه آية بينة على صحة نبوته (صلى الله عليه وسلم) وأن القرآن من عند الله لأنها أنباء عن علم الغيب (4) (التفسير) {الم غلبت الروم فى أدنى الأرض} أى فى أقرب أرض العرب لأن الأرض المعهودة عند العرب أرضهم، والمعنى غلبوا فى أدنى أرض العرب فيهم وهى أطراف الشام، أو أرادوا أرضهم على انابة اللام مناب المضاف إليه أى فى أدنى أرضهم الى عدوهم أى أقرب أرض الشام الى أرض فارس، قال عكرمة هى أذرعات وكسكر، وقال مجاهد أرض الجزيرة، وقال مقاتل الأردن وفلسطين (وهم من بعد غلبهم) أى الروم من بعد غلبة فارس اياهم والغلب والغلبة لغتان (سيغلبون) فارس (فى بضع سنين) والبضع ما بين الثلاث إلى التسع (لله الأمر من قبل ومن بعد) أى من قبل ذلك ومن بعده فبنى على الضم لما قطع المضاف وهو قوله قبل عن الاضافة ونويت {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) أى للروم على فارس، قال السدى فرح النبى (صلى الله عليه وسلم) والمؤمنون بظهورهم على المشركين يوم بدر وظهور أهل الكتاب يعنى الروم على أهل الشرك يعنى فارس {ينصر من يشاء وهو العزيز} الغالب {الرحيم} بالمؤمنين (تخريجه) (مذنس ك) وابن جرير وابن أبى حاتم، وقال الترمذى هذا حديث حسن صحيح غريب انما نعرفه من حديث سفيان الثورى عن حبيب بن أبى عمرة اهـ (قلت) وصححه الحاكم وأقره الذهبى (باب) (5) هذا طرف من حديث طويل سيأتى بسنده وطوله وشرحه وتخريجه فى باب مناقب سعد بن أبى وقاص من كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى (غريبه) (6) الشجر بسكون الجيم فتح الفم فقوله حتى يشجروا فمها أى يفتحوه بعصا الخ (7) بضم الهمزة أى أظنه (8) (التفسير) {ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن} قال ابن عباس شدة بعد شدة، وقال الزجاج المرأة إذا حملت توالى عليها الضعف والمشقة، ويقال الحمل ضعف. والطلق ضعف. والوضع ضعف. (وفصاله