كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[قوله عز وجل {ان الله عنده علم الساعة} الى آخر السورة وتفسيرها]-
تعلمون} (باب ان الله عنده علم الساعة) (عن ابن عباس) (1) فى حديث جبريل عليه السلام انه قال للنبى (صلى الله عليه وسلم) حدثنى متى الساعة؟ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سبحان الله فى خمس من الغيب لا يعلمهن الا هو {ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام، وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا، وما تدرى نفس باى ارض تموت، ان الله عليم خبير} 375 (عن بريدة الأسلمى) (2) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول خمس لا يعلمهن الا الله تعالى {ان الله عنده علم الساعة (3) وينزل الغيث، ويعلم ما فى الارحام، وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا، وما تدرى نفس باى أرض تموت: ان الله عليم خبير}
__________
في عامين} أى فطامه عن الرضاع لتمام عامين (ان اشكر لى ولوالديك) هو تفسير لوصينا: أى وصيناه بشكرنا وبشكر والديه، قال سفيان بن عيينة فى هذه الآية من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله، ومن دعا للوالدين فى أدبار الصلوات الخمس فقد شكر الوالدين (الىّ المصير) أى مصيرك الىَّ وحسابك علىّ اجازيك على ذلك أوفر جزاء {وان جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم} اراد بنفى العلم به نفيه أى لا تشرك بى ما ليس بشئ يريد الأصنام (فلا تطعهما) قال النخعة يعنى أن طاعتهما واجبة فان أفضى ذاك الى الاشراك بى فلا تطعهما ما فى ذلك لأنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق {وصاحبهما فى الدنيا معروفا} صفة مصدر محذوف أى صحابا معروفا حسنا بخلق جميل وحلم واحتمال وبر وصلة (واتبع سبيل من أناب الىّ) أى اتبع دين من أقبل الىّ بطاعتى وهو النبى (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه وكل من تبعه باحسان {ثم الىّ مرجعكم} أى مرجعك ومرجعهما {فانبئكم بما كنتم تعلمون} فأجازيك على إيمانك وأجازيهما على كفرهما (باب) (1) (عن ابن عباس فى حديث جبريل الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب بيان الإيمان والاسلام الخ من كتاب الايمان فى الجزء الأول صحيفة 64 رقم 7 وهو حديث صحيح رواه الشيخان وغيرهما، أما تفسير الآية فسيأتى فى الحديث التالى (2) (سنده) حدّثنا زيد بن الحباب حدثنا حسين بن واقد حدثنى عبد الله قال سمعت أبى بريدة يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخ (قلت) عبد الله المذكور فى السند هو ابن بريدة راوى الحديث (3) قال الامام البغوى فى تفسيره هذه الآية نزلت فى الحارث بن عمرو بن حارثة بن حفصة من أهل البادية أتى النبى (صلى الله عليه وسلم) فسأله عن الساعة ووقتها وقال ان ارضنا أجدبت فقل لى متى ينزل الغيث، وتركت امرأتى حبلى فما تلد ولقد علمت أين ولدت فبأى أرض أموت؟ فأنزل الله عز وجل هذه الآية (4) (التفسير) {إن الله عنده علم الساعة} أى وقت قيامها فى يدرى أحد من الناس متى تقوم الساعة فى أى سنة أو أى شهر أو أى يوم ليلًا أو نهارًا (وينزل الغيث) فى إبانه من غير تقديم ولا تأخير فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث ليلًا أو نهارًا إلا الله {ويعلم ما فى الأرحام} أذكر أم أنثى أحمر أم أسود تام الخلقة أم ناقص {وما تدرى نفس} بارة أو فاجرة {ماذا تكسب غدًا} من خير أو شر، وربما كانت عازمة على خير فعملت شرًا أو عازمة على شر فعملت خيرًا {وما تدرى نفس بأى أرض تموت} أى أين تموت وربما أقامت بأرض وضربت أوتادها وقالت لا أبرجها فترمى بها رامى القدر حتى تموت فى مكان لم يخطر ببالها، أى ليس أحد من الناس يعلم أين مضجعه من الارض فى برًا أو بحر في سهل أو

الصفحة 230