كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه) وقوله {ادعوهم لابائهم} الخ]-
قال قلب معكم (1) وقلب معهم فأنزل الله عز وجل {ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه} (2) 379 (باب ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله) (عن زيد بن حارثة الكلبى) (3) مولى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ان عبد الله بن عمر كان يقول ما كنا ندعوه الا زيد بن محمد (4) حتى نزل القرآن {ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله} (5)
__________
الشيطان بين المرء وقلبه يريد الوسوسة، ومنه حديث ابن عباس قام نبى الله (صلى الله عليه وسلم) يوما يصلى فخطر خطرة فقال المنافقون ان له قلبين اهـ وفى رواية صلى النبى (صلى الله عليه وسلم) صلاة فسها فيها فخطرت منه كلمة فسمعها المنافقون فقالوا ان له قلبين فنزلت (1) يعنى مع المنافقين (وقلب معهم) يعنى مع أصحابه (2) هذا الكلام مرتبط بما بعده وبقية الآية {وما جعل أزواجكم اللاتى تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكن قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدى السبيل} (التفسير) {ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه} اى ما جمع الله قلبين فى جوف، والمعنى انه تعالى لم يجعل للانسان قلبين لأنه لا يخلو إما أن يفعل الآخر فعلا من أفعال القلوب فأحدهما فضلة غير محتاج اليه، وإما أن يفعل بهذا غير ما يفعل بذاك فذلك يؤدى الى اتصاف الجملة بكونه مريدا كارها عالما ظانا موقنا شاكا فى حالة واحدة {وما جعل أزواجكم اللائى تظاهرون منهن امهاتكم} صورة الظهار أن يقول الرجل لامرأته انت علىَّ كظهر أمى يقول تعالى {ما جعل نساءكم اللائى تقولون لهن هذا فى التحريم كأمهاتكم ولكنه منكر وزور وفيه كفارة وتقدم الكلام على ذلك فى كتاب الظهار وما جاء فى لفظه صحيفة 21 فى الجزء السابع عشر {وما جعل أدعياءكم} يعنى من تبنيتموه (أبناءكم) فيه نسخ النبى وذلك أن الرجل فى الجاهلية كان يتبنى الرجل فيجعله كالابن المولود له يدعوه الناس اليه ويرث ميراثه وكان النبى (صلى الله عليه وسلم) أعتق زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبى وتبناه قبل الوحى وأخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب، فلما تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زينب بنت جحش وكانت تحب زيد بن حارثة قال المنافقون تزوج محمد امرأة ابنه وهو ينهى الناس عن ذلك فأنزل الله هذه الآية ونصح النبى {ذلكم قولكم بأفواهكم} لا حقيقة له يعنى قولهم زيد بن محمد كما سياتى فى الحديث التالى وادعاء نسب لا حقيقة له {والله يقول الحق} يعنى قوله الحق {وهو يهدى السبيل} أى يرشد الى سبيل الحق (تخريجه) (؟؟؟؟؟) وابن جرير وابن ابى حاتم وحسنه الترمذى وصححه الحاكم وتعقبه الذهبى فقال قابوس ضعيف اهـ (قلت) قابوس وثقه ابن معين وقال النسائى ليس بالقوى وقال ابن عدى أرجو انه لا باس به (قلت) ولذلك حسنه الترمذى والله أعلم (باب) (3) (سنده) حدّثنا عفان حدثنا وهيب حدثنى موسى بن عقبة قال حدثنى سالم عن عبد الله بن عمر عن زيد بن حارثة الكلبى الخ هكذا سنده عند الامام أحمد وجاء عند البخارى قال حدثنا معلىَّ بن أسد حدثنا عبد العزيز ابن المختار حدثنا موسى بن عقبه قال حدثنى سالم عن عبد الله بن عمر (رضى الله عنهما) ان زيد بن حارثة مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد الحديث (4) أى لأن النبى (صلى الله عليه وسلم) كان تبناه قبل النبوة (5) (التفسير) {ادعوهم لآبائهم} اى الذين ولدوهم فقولوا زيد بن حارثة (هو أقسط عند الله) أى أعدل عند الله {فان لم تعلموا اباءهم} أى فان لم تعلموا آباءًا تنسبوهم اليهم {فاخوانكم فى الدين ومواليكم} أى فهم اخوانكم فى الدين وأولياؤكم فى الدين، فقولوا هذا أخى وهذا مولاى ويا أخي ويا مولاي يريد

الصفحة 234