كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[قوله عز وجل {انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} الآية]-
الله عز وجل لم يبعثنى معنفا (1) (وفى رواية معنتا أو مفتنا) ولكن بعثنيى معلمًا ميسرًا لا تسألنى امرأة منهن عما اخترت إلا أخبرتها (عن عائشة) (2) قالت لما أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بتخيير أزواجه 382 بد أبى فقال يا عائشة انى اذكر لك امرا ولا عليك أن لا تستعجلى حتى تذاكرى ابويك، قالت وقد علم ان ابوَّى لم يكونا ليأمرانى بفراقه، ثم قال ان الله عز وجل يقول {يا ايها النبى قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها "حتى بلغ" اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما} (3) فقلت فى اى هذا استأمر ابوى فإنى قد اخترت الله ورسوله والدار الآخرة، قالت ثم فعل ازواج النبي (صلى الله عليه وسلم) ما فعلت (وفى لفظ) فقلت قد اخترت الله ورسوله، قالت ففرح لذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (باب انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) (عن عطاء بن ابى رباح) (4) قال حدثنى من سمع ام سلمة فذكر ان النبى (صلى الله عليه وسلم) كان فى بيتها فآتته فاطمة ببرمة (5) فيها خزبرة فدخلت بها عليه فقال ادعى زوجك وابنيك قالت فجاء على والحسين والحسن فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزبرة وهو على منامة له (6) على دكان تحته كساء له خيبررى قالت وانا اصلى فى الحجرة، فانزل الله عز وجل هذه الآية {انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا} (7)
__________
ونعيم الآخرة ولذلك سر النبي (صلى الله عليه وسلم) منها سرورًا عظيمًا وفيه منقبة ظاهرة لعائشة (رضى الله عنها) (1) العنف هو بالضم الشدة والمشقة: وكل ما فى الرفق من الخير ففى العنف من الشر مثله: وكذا قوله معنتا أى مشددا على الناس وملزما اياهم ما يصعب عليهم (وقوله أو مفتنا) أى ممتحنا ومختبرا طالبا زلاتهم ولكن بعثنى معلما ميسرا وقد أخبرهن النبى (صلى الله عليه وسلم) باختيار عائشة فاخترن جميعهن ما اختارت رضى الله عنهن (تخريجه) (ق مذنس. وغيرهم) (2) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق أخبرنا أبو عوانة عن عمر بن أبى سلمة عن أبيه عن عائشة قالت الخ (غريبه) (3) تقدم شرح الحديث وتفسير الآية فى شرح الحديث السابق (تخريجه) (ق نس مذ) (باب) (4) (سنده) حدثنا عبد الله ابن نمير قال حدثنا عبد الملك يعنى ان أبى سليمان عن عطاء بن أبى رباح الخ (غريبه) (5) البرمة القدر مطلقا، وجمعها برام وهى فى الأصل المتخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن (والخزيرة بخاء معجمة مفتوحة ثم زاى مكسورة لحم يقطع صغارا ويصب عليه ماء كثير فاذا نضج ذر عليه الدقيق، فان لم يكن فيها لحم فهى عصيدة، وقيل هى حسًا من دقيق ودسم، وقيل اذا كان من دقيق فهى حريرة بحاء مهملة ثم راءين، وإذا كان من نخالة فهى خزيرة (نه) (6) قال فى النهاية (وفى حديث على) دخل علىَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا على المنامة) قال هى ها هنا الدكان (بتشديد الكاف) التي ينام عليها، وفى غير هذا هى القطيفة والميم الأولى زائدة، (وقال) فى موضع آخر الدكان الدكة المبنية للجلوس عليها والنون مختلف فيها فمنهم من يجعلها أصلا ومنهم من يجعلها زائدة اهـ يستفاد من هذا انه (صلى الله عليه وسلم) كان نائما على دكة مفروشة بكساء خيبرى نسبة الى خيبر والله أعلم (7) (التفسير) {انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس} قيل هو الشك وقيل هو الاثم الذى نهى الله النساء عنه، وقال ابن عباس يعنى عمل الشيطان وما ليس لله فيه رضا، وقيل الرجس اسم لكل مستقذر من عمل قاله النووى (أهل البيت) نصب على النداء (ويطهركم

الصفحة 237