كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[كلام العلماء فى أهل البيت المذكورين فى الآية من هم؟]-
قالت فأخذ فضل الكساء فغشاهم به (1) ثم اخرج يده فألوى (2) بها الى السماء ثم قال اللهم هؤلاء اهل بيتى وخاصتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت فأدخلت رأسى البيت فقلت وأنا معكم يا رسول الله؟ قال انك الى خير، انك الى خير (3) قال عبد الملك وحدثنى ابو ليلى عن ام سلمة مثل حديث عطاء سواء، قال عبد الملك وحدثنى داود بن ابى عوف الجحاف عن حوشب عن ام سلمة بمثله سواء (باب ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات: الى آخر الآية) (عن عبد الرحمن بن شيبة) (4) قال سمعت أم سلمة زوج النبى (صلى الله عليه وسلم) تقول
__________
تطهيرا) من الأرجاس والأدناس ونجاسة الآثام (1) أى غطاهم (2) أى رفعها (3) كررها للتأكيد وجاء عند الترمذى بلفظ (أنت على مكانك وأنت على خير) والمعنى أنت على مكانك من كونك من أهل بيتى، وأنت على خير ولا حاجة لك فى الدخول تحت الكساء كأنه منعها عن ذلك لمكان على (تخريجه) الحديث فى اسناده عند الامام احمد رجل لم يسم لكن له طرق أخرى عنده ليس فيها مجهول كما صرح بذلك عبد الملك فى نفس الحديث، قال وحدثنى أبو ليلى عن أم سلمة مثل حديث عطاء سواء قال عبد الملك وحدثنى داود ابن أبى عوف الجحاف عن حوشب عن أم سلمة بمثله: ورواه أيضا ابن جرير من طرق كثيرة ليس فيها مجهول ويعضد بعضها بعضا، ورواه أيضا الحاكم وصححه وأقره الذهبى (وقد اختلف العلماء) فى أهل البيت المذكورين فى الآية (قال ابن عباس) وعكرمة وعطاء والكلبى ومقاتل وسعيد بن جبير إن أهل البيت المذكورين فى الآية هم زوجات النبى (صلى الله عليه وسلم) خاصة قالوا والمراد بالبيت بيت النبى (صلى الله عليه وسلم) ومساكن زوجاته لقوله تعالى {واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة} (وذهب أبو سعيد الخدرى) وجماعة من التابعين منهم مجاهد وقتادة غيرهم الى أنهم على وفاطمة والحسن والحسين رضى الله عنهم (وتمسك الأولون) بما أخرجه ابن أبى حاتم وابن عساكر من طريقر عكرمة عن ابن عباس فى الآية قال نزلت فى نساء النبى (صلى الله عليه وسلم) خاصة، وقال عكرمة من شاء باهلته أنها نزلت فى أزواج النبى صلى الله عليه وسلم، وروى هذا عنه بطرق (وتمسك الآخرون) بحديث الباب وحديث أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر يقول الصلاة يا أهل البيت، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت وبطهركم تطهيرا، رواه الترمذى والامام أحمد وسيأتى فى الباب الأول من أبواب مناقب آل البيت من كتاب السيرة النبوية إن شاء الله تعالى (وتوسطت طائفة ثالثة) بين الطائفتين فجعلت هذه الآية شاملة للزوجات ولعلى وفاطمة والحسن والحسين، أما الزوجات فلكونهن المرادات فى سياق هذه الآيات ولكونهن الساكنات فى بيوته (صلى الله عليه وسلم) النازلات فى منازله ويعضد ذلك ما تقدم عن ابن عباس وغيره: وأما دخول على وفاطمة والحسن والحسين فلكونهم قرابته وأهل بيته فى النسب: ولحديث زيد بن أرقم عند مسلم والإمام أحمد وتقدم فى أول أبواب الاعتصام بالكتاب والسنة فى الجزء الاول صحيفة 185 وفيه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال أذكركم الله فى أهل بيتى ثلاثا فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد! أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال ومن هم؟ قال هم آل على وآل عقيل وآل عباس رضى الله عنهم وقد رجح هذا القول جماعة من المحققين منهم القرطبي وابن كثير وغيرهما والله أعلم (باب) (4) (سنده) حدثنا