كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[قوله عز وجل (ان المسلمين والمسلمان) الآية وتفسيرها]-
قلت للنبى (صلى الله عليه وسلم) ما لنا لا نذكر فى القرآن كما يذكر الرجال، قالت فلم يرعى (1) منه يومئذ الا ونداؤه على المنبر: قالت وانا اسرح شعرى فلففت شعرى ثم خرجت الى حجرة من حجر بيتى فجعلت سمعى عند الجريد (2) فاذا هو يقول عند المنبر يا ايها الناس ان الله يقول فى كتابه (ان المسلمين والمسلمات (3) والمؤمنين والمؤمنات "الخ الآية" اعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) (باب واتق الله وتخفى فى نفسك الخ) (حدثنا مؤمَّل بن اسماعيل) (4) ثنا حماد بن زيد ثنا ثابت عن أنس (5)
__________
عثمان قال ثنا عبد الواحد بن زياد قال عثمان بن حكيم قال ثنا عبد الرحمن بن شيبة الخ (غريبه) (1) بفتح أوله وضم ثانيه وسكون العين المهملة وكسر النون أى لم أشعر: كأنه فاجأها من غير موعد ولا معررفة ولا وقت خطبه فراعها ذلك وأفزعها (2) معناه أنها رفعت رأسها الى جهة الجريد الذى هو سقف المسجد إذ ذاك لقرب النبى (صلى الله عليه وسلم) وهو على المنبر لكونه غير مرتفع عن المنبر كثيرا (3) (التفسير) {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات} فى هذا التعبير دلالة على أن الايمان غير الاسلام، والى ذلك ذهب جمهور العلماء لأن المسلم قد يكون مؤمنا فى بعض الأحوال ولا يكون مؤمنا فى بعضها، والمؤمن مسلم فى جميع الأحوال فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا، وأصل الاسلام الاستسلام والانقياد، وأصل الايمان التصديق، فقد يكون المرء مستسلما فى الظاهر غير منقاد فى الباطن، وقد يكون صادقا فى الباطن غير منقاد فى الظاهر، والمراد بالمسلم هنا المنقاد الذى لا يعاند أو المفوض أمره إلى الله المتوكل عليه من أسلم وجهه إلى الله وكذلك المسلمات (والمؤمنين) المصدقين بالله ورسوله وبما يجب أن يصدق به وكذلك (المؤمنات) (والقانتين) القائمين بالطاعة وكذلك (القانتات) (والصادقين) فى النيات والأقوال والأفعال وكذلك (الصادقات) والصابرين على الطاعات وعن السيئات وفى المحن والابتلاء وكذلك (الصابرات) (والخاشعين) المتواضعين لله بالقلوب والجوارح الخائفين من عذابه وكذلك (الخاشعات) والمتصدقين والمتصدقات فرضا ونفلا (والصائمين والصائمات) فرضا ونفلا (والحافظين فروجهم) مما لا يحل وكذلك (الحافظات) فروجهن (والذاكرين الله كثيرا) بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وقراءة القرآن والاشتغال بالعلم من الذكر ايضا وكذلك (الذاكرات) (أعد الله لهم مغفرة) أى بمحو ذنوبهم (وأجرا عظيما) يعنى الجنة لا أحرمنا الله منها (تخريجه) (نس ك) وابن جرير وصححه الحاكم وأقره الذهبى (فائدة) عن عطاء بن ابى رباح قال من فورض أمره إلى الله فهو داخل فى قوله (إن المسلمين والمسلمات) ومن أقر بأن الله ربه ومحمدا رسوله ولم يخالف قلبه لسانه فهو داخل فى قوله (والمؤمنين والمؤمنات) ومن أطاع الله فى الفرض والرسول فى السنة فهو داخل فى قوله (والقانتين والقانتات) ومن صان قوله عن الكذب فهو داخل فى قوله (والصادقين والصادقات) ومن صبر على الطاعة وعن المعصية وعلى الرذية فهو داخل فى قوله (والصابرين والصابرات) ومن صلى فلم يعرف من عن يمينه وعن شماله فهو داخل فى قوله (والخاشعين والخاشعات) ومن تصدق فى كل أسبوع بدرهم فهو داخل فى قوله (والمتصدقين والمتصدقات) ومن صام ل شهر أيام البيض وهى الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فهو داخل فى قوله (والصائمين والصائمات) ومن حفظ فرجه مما لا يحل فهو داخل فى قوله (والحافظين فروجهم والحافظات) ومن صلى الصلوات الخمس بحقوقها فهو داخل فى قوله (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات) نسأل الله أن يجعلنا منهم آمين (باب) (4) (حدثنا مؤمل بن إسماعيل الخ) (غريبه) (5) (يعني ابن مالك

الصفحة 239