كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[قوله تعالى (وإذ تقول للذى أنعم الله عليه- الى قوله- وكان أمر الله مفعولا) وتفسيرها]-
قال أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منزل زيد بن حارثه فرأى امرأته زينب وكأنه دخله (1) لالا أدرى من قول حماد أوفى الحديث فجاء زيد يشكوها اليه (2) فقال له النبى (صلى الله عليه وسلم) أمسك عليك زوجك 386 واتق الله، قال فنزلت (واتق الله وتخفى فى نفسك ما الله مبديه الى قوله زوجناكها يعنى زينب (3) (عن عائشة رضى الله عنها) (4) قالت لو كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كانما شيئا مما انزل الله عليه لكتم هذه الآيات على نفسه (5) (واذ تقول للذى أنعم الله عليه (6) وانعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه "الى قوله" وكان أمر الله مفعولا)
__________
(1) أي دخله شئ من ميل القلب كما يستفاد من روايات أخرى لغير الامام أحمد، ولذلك قال الراوى إما مؤمّل أو الامام احمد لا أدرى (يعنى لفظ دخله من قول حماد أو فى الحديث) يعنى قول أنس، وهذا ليس فيه طعن على مقام النبوة، لأن الميل القلبي لا يملكه الانسان لاسيما بعد أن اعلمه الله عز وجل أنها ستكون زوجة له، وهذا على فرض صحة الأحاديث التي وردت بذلك. على أنها لا تخلو من علة، ونحو ذلك قال الامام البغوى فى نفسيره (2) روى الامام البغوى أن زيدا اتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال انى أريد أن أفارق صاحبتى: قال مالك؟ أرابك منها شئ؟ قال لا والله يا رسول الله ما رأيت منها إلا خيررا ولكنها تتعظم على لشرفها وتؤذينى بلسانها، فقال له النبى (صلى الله عليه وسلم) أمسك عليك زوجك الخ (3) سيأتى تفسير الآية فى الحديث التالى (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث أنس وفى اسناده مؤمل (بوزن محمد) ابن اسماعيل العدوى مولاهم أبو عبد الرحمن، قال فى الخلاصة روى عن شعبة والثورى وجماعة وعنه أحمد واسحاق وابن المدينى وطائفة، وثقه ابن معين: وقال البخارى منكر الحديث مات سنة ست ومائتين أهـ وفى التهذيب قال أبو حاتم صدوق كثير الخطأ وأشار إليه الحافظ ابن كثير فقال وقد روى الامام احمد ها هنا أيضا حديثا من رواية حماد بن زيد عن ثابت عن أنس فيه غرابة تركنا سياقه، قال وقد روى البخارى بعضه مختصرا فذكر سند البخارى إلى أنس بن مالك قال ان هذه الآية وتخفى فى نفسك ما الله مبديه نزلت فى شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثه رضى الله عنهما (4) (سنده) حدثنا ابن أبى عدى عن داود عن عامر قال قالت عائشة لو كان الخ (غريبة) (5) أى لأن فيها عتابا شديدا من الله عز وجل لنبيه (صلى الله عليه وسلم) (6) (التفسير) يقول تعالى مخبرا عن نبيه (صلى الله عليه وسلم) (وإذ تقول للذى أنعم الله عليه) بالاسلام الذي هو أجل النعم، وأنعمت عليه بالاعتاق والتبنى، فهو متقلب فى نعمة الله ونعمة رسوله، وهو زيد بن حارثة كان من سبى الجاهلية اشتراه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى الجاهلية وأعتقه وتبناه (أمسك عليك زوجك) أى لا تطلق زوجك وهى زينب بنت جحش ابنة عمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأمها أميمة بنت عبد المطلب (واتق الله) فى أمر طلاقها (وتخفى) الواو للحال أى والحال انك تخفى (فى نفسك ما الله مبديه) أى مظهره وهو نكاحها بعد طلاقها من زيد، وقيل حبها والصحيح المعول عليهالأول، روى ابن أبى حاتم قال حدثنا على بن هاشم بن مرزوق حدثنا ابن عيينة عن على بن زيد بن جدعان قال سألنى على بن الحسين (يعنى زين العابدين) ما يقول الحسن (يعنى البصرى) فى قوله تعالى {وتخفى فى نفسك ما الله مبديه} قلت يقول لما جاء زيد إلى النبى (صلى الله عليه وسلم) فقال يا نبى الله انى أريد أن أطلق زينب فأعجبه ذلك فقال أمسك عليك زوجك واتق الله، فقال على بن الحسين ليس كذلك بل كان الله تعالى قد أعلمه