كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[تفسير قوله تعالى (ترجى من تشاء منهن) الآية]-
وتؤوي اليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك) قالت انى أرى (1) ربك يسارع لك فى هواك (عن معاذة عن عائشة) (2) (رضى الله عنها) أن النبى (صلى الله عليه وسلم) كان يستأذن إذا 389 كان يوم المرأة منا (3) بعد أن نزلت هذه الآية (ترجى من تشاء منهن وتؤوى اليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك) (4) تالت (5) فقلت لها ما كنت تقولين له؟ قالت كنت أقول له إن كان ذلك إلى (6) فانى لا أريد يا رسول الله أن أؤثر عليك أحدا
__________
من تشاء) أى تضم والمراد بالارجاء والابناء القسم وعدمه لازواجه، وذلك أن التسوية بينهن فى القسم كانت واجبة عليه (صلى الله عليه وسلم) فلما نزلت هذه الآية سقط عنه الوجوب وصار الاختبار اليه فيهن، وقيل نزلت هذه الآية حين غار بعض أمهات المؤمنين على النبى (صلى الله عليه وسلم) وطلب بعضهن زيادة النفقة فهجرهن شهرا حتى نزلت آية التخبير فأمره الله تعالى أن يخبرهن فمن اختارت الدنيا فارقها، ويمسك من اختارت الله ورسوله على انهن أمهات المؤمنين لا ينكحن أبدا، وعلى أنه يؤوى اليه من يشاء منهن ويرى من يشاء فيرضين به سواء قسم لهن أو لم يقسم أو قسم لبعضهن دون بعض أو فتضل بعضهن فى النفقه والكسوة فيكن الأمر فى ذلك اليه يفعل كيف شاء، كان ذلك من خصائصه (صلى الله عليه وسلم) فرضين بذلك واخترنه على هذا الشرط روى ذلك عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة، ومع ذلك قسم لهن (صلى الله عليه وسلم) اختبارًا منه لا على سبيل الوجوب وسوى بينهن وعدل فهن كذلك، وقيل نزلت فى الواهبات المؤمنات اللاتى يهبن أنفسهن فتؤويها اليك وتترك من تشاء فلا تقبلها، اختار ابن جرير أن الآية عامة فى الواهبات واللاتى عنده وهو واختيار حسن جامع للأحاديث (ومن ابتغيت ممن نعزلت) أى ومن دعوت الى فراشك وطلبت صحبتها ممن عزلت عن نفسك بالأرجاء وعدم القسمة (فلا جناح عليك) أى لا أثم عليك ولا ضيق، فأباح الله له ترك القسم لهن حتى انه ليؤخر من يشاء منهن فى نوبتها ويطأ من يشاء منهن فى غير نوبتها، ويرد الى فراشه من عزل منهن تفضيلا له على سائر الرجال (ذلك) التفويض الى مشيئتك (أدنى ان تقر أعينهن ولا يحزن) أى أقرب الى رضاهن وأطيب لأنفسهن وأقل لحزنهن إذا علمن أن ذلك من الله تعالى (ويرضين بما آتيتهن) أى أعطيتهن (كلهن) من تقريب وأرجاء وغزل وايواء، وقرى. كلهن بالرفع تأكيد لنون يرضين، وقرى. (ويرضين كلهن بما آتيتهن على التقديم: وقرئ شاذا كلهن بالنصب تأكيدا لهن فى آتيتهن (والله يعلم ما فى قلوبكم) يعنى من رضى بحكمه وامتثل أمره ومن لم يرض وخالف (وكان الله عليما) أى مما فى ضمائركم (حليما، أى لا يعاجل بالعقوبة فهو حقيق بأن يُتقى ويحذر (1) بضم الهمزة أى أظن ربك يسارع أى يوجد لك مرادك بلا تأخير (تخريجه) (ق نس) (2) (سنده) حدثنا ابراهيم بن اسحاق قال ثنا ابن مبارك عن عاصم، وعلى بن اسحاق قال أنا عبد الله قال انا عاصم عن معاذة عن عائشة الخ (قلت) عبد الله هو ابن المبارك وعاصم هو بن سليمان الأحول (غريبه) (3) باضافة يوم الى المرأة أى يوم نوبتها اذا أراد أن يتوجه الى الأخرى (4) تقدم تفسيرها (5) يعنى قال معاذة بنت عبد الله العدوية لعائشة ما كنت تقولين له اذا استأذن (6) اى الاستئذان الخ وظاهره انه (صلى الله عليه وسلم) لم يرج أحدًا منهن، وهو قول الزهرى فيما أخرجه ابن أبى حاتم ما أعلم أنه أرجى أحدا من نسائه (تخريجه)