كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[قوله عز وجل {لا يحل لك النساء من بعده) الآية وتفسيرها]-
(باب لا يحل لك النساء من بعد) الآية (ز) (عن زياد الأنصارى) (1) قال قلت لأبي بن كعب لو متن نساء النبي (صلى الله عليه وسلم) كلهن كان يحل له أن يتزوج؟ قال وما يحرم ذاك عليه؟ قال قلت لقوله تعالى 391 (لا يحل لك النساء من بعد) (2) قال انما أحل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضرب من النساء (3) (عن عائشة) (4) قالت مامات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له النساء (باب يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا
__________
(ق د نس) (باب) (1) (ز) (سنده) حدثنا عبيد الله بن عمر ثنا يزيد بن زربع وعبد الاعلى قالا ثنا داود عن محمد بن أبى موسى عن زياد الانصارى الخ (2) (التفسير) (لا يحل لك النساء) قرأ أبو عمرو ويعقوب لا تحل بالناء، وقرأ الآخرون بالباء (من بعد) يعنى من بعد هؤلاء التسع اللاتى خيرتهن فاخترنك. وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم لما خير فاخترن الله ورسوله شكر الله لهن وحرم عليه النساء سواهن ونهاه عن تطليقهن وعن الاستبدال بهن، هذا قول ابن عباس وقتادة (ولا ان تبدل بهن من أزواج) يعنى ولا أن تبدل بأزواجك اللاتى هن فى حبالتك أزواجا غيرهن بطلاق كلهن أو بعضهن كرامة لهن وجزاءا على ما اخترن ورضين، فقصر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهن وهن التسع اللاتى مات عنهن: عائشة وحفصة وأم حبيبة وسودة وأم سلمة وصفية وميمونة وزينب بنت جحش وجويريه رضى الله عنهن، وروى عن الضحاك انه صلى الله عليه وسلم نهى عن استبدالهن بغيرهن، فاما نكاح غيرهن مع بقائهن فلم يمنع عنه ويؤيده حديث عائشة الآتى، وقال ابن زيد فى قوله تعالى (ولا ان تبدل بهن من أزواج) كانت العرب فى الجاهلية يتبادلون بأزواجهن، يقول الرجل للرجل بادلنى بامرأتك وأبادلك بامرأتى فأنزل الله (ولا أن تبدل بهن من أزواج) يعنى لا تبادل بأزواجك غيرك (إلا ما ملكت يمينك) لا بأس ان تبدل بجاريتك ما شئت فأما الحرائر فلا، وروى عن عطاء بن يسار عن أبى هريرة قال دخل عيينة بن حصن على النبى صلى الله عليه وسلم بغير اذن وعنده عائشة فقال له النبى صلى الله عليه وسلم يا عيينة فأين الاستئذان؟ قال يا رسول الله ما استأذنت على وجل من مضر منذ أدركت، ثم قال من هذه الحميراء الى جنبك؟ قال هذه عائشة أم المؤمنين، فقال عيينة أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق وتنزل عن هذه؟ فقال (صلى الله عليه وسلم) إن الله قد حرم ذلك فلما خرج قالت عائشة من هذا يا رسول الله؟ فقال هذا احمق مطاع وانه على ما ترين لسيد قومه (ولو أعجبك حسنهن) يعني ليس لك أن تطلق أحدا من نسائك وتنكح بدلها أخرى ولو أعجبك جمالها، قال ابن عباس يعنى اسماء بنت عميس الخثعمية امرأة جعفر بن أبى طالب لما استشهد جعفر أراد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يخطبها فنهى عن ذلك (إلا ما ملكت يمينك) استثنى ممن حرم عليه الاماء، قال ابن عباس ملك بعد هؤلاء مارية (وكان الله على كل شئ رقيبا) أى حافظا وهو تحذير عن مجاوزة حدود (3) زاد ابن جرير بعد قوله ضرب من النساء (فقال تعالى يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك) الى قوله تعالى (ان وهبت نفسها للنبى) ثم قيل له لا يحل لك النساء من بعد (تخريجه) الحديث من زوائد عبد الله بن الامام احمد على مسند أبيه، وأورد. الحافظ ابن كثير فى تفسيره وعزاه لابن جرير وعبد الله بن الامام احمد وأورده الهيثمى وقال رواه عبد الله بن احمد وزاد كذا رأيت فى ثقات ابن حبان زياد أبو يحيى الانصارى يروى عن ابن عباس فان كان هو فهو ثقة والظاهر انه هو، ومحمد بن أبى موسى ذكره ابن حبان فى الثقات وبقية رجاله رجال الصحيح (4) (سنده) حدثنا سفيان ن عمرو عن عطاء عن عائشة الخ (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير فى تفسيره وعزاه للامام احمد والترمذى والنسائى فى سننيهما ثم ذكر حديثا

الصفحة 244