كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[زواج النبي (صلى الله عليه وسلم) بزينب بنت جحش وسبب نزول آية الحجاب]-
بيوت النبي الخ) (عن أبى عثمان) (1) عن أنس قال لما تزوج النبى (صلى الله عليه وسلم) زينب أهدت اليه 392 أم سليم حيسا (2) فى تور من حجارة (3) قال أنس فقال النبى (صلى الله عليه وسلم) فاذهب فادع من لقيت فجعلوا يدخلون يأكلون ويخرجون ووضع النبى (صلى الله عليه وسلم) يده على الطعام ودعا فيه وقال ما شاء الله أن يقول (4) ولم أدع أحدا لقيته إلا دعوته (5) فأكلوا حتى شبعوا وخرجوا فبقيت طائفة منهم فأطالوا عليه الحديث، فجعل النبى صلى الله عليه وسلم يستحى منهم أن يقول لهم شيئا فخرج وتركهم فى البيت فأنزل الله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم (6) الى طعام غير ناظرين أناه ولكن اذا دعيتم فادخلوا- حتى بلغ- لقلوبكم وقلوبهن
__________
لابن أبي حاتم بسنده عن أم سلمة أنها قالت لم يمت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى أحل الله له أن يتزوج النساء ما شاء إلا ذات محرم وذلك قول الله تعالى {ترجى من تشاء منهن} الآية فجعلت هذه ناسخة التى بعدها فى التلاوة كايتى عدة الوفاة فى البقرة، الأولى ناسخة للتى بعدها والله أعلم أهـ (1) (سنده) حدّثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن أبى عثمان الخ (قلت) أبو عثمان اسمه الجعد بن دينار البشكرى (غريبه) (2) أم سليم بضم السين المهملة وفتح اللام هى أم أنس بن مالك وزوجة أبى طلحة رضى الله عنهم (والحيس) هو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن وقد يجعل عوض الافط الدقيق (والتور) بفتح التاء المشددة وسكون الواو اناء من حجارة وقد يتوضأ منه (3) زاد ابن أبى حاتم فقالت أذهب بهذا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقرئه منى السلام وأخبره ان هذا مناله قليل، قال أنس والناس يومئذ فى جهد فجئت به فقلت يا رسول الله بعثت بهذا أم سليم اليك وهى تقرئك السلام وتقول أخبره أن هذا مناله قليل: فنظر اليه ثم قال ضعه فوضعته فى ناحية البيت ثم قال اذهب فادع لى فلانا وفلانا فسمى رجالا كثيرا، وقال ومن لقيت من المسلمين الحديث (4) يعنى من الدعاء له بالبركة (5) زاد عند ابن أبى حاتم قال الراوى عن أبى عثمان فقلت يا أبا ثمان كم كانوا؟ فقال كانوا زهاء ثلاثمائة، وفيه أيضا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتحلق عشرة عشرة وليسموا وليأكل كل إنسان مما يليه فجعلوا يسمون ويأكلون حتى أكلوا كلهم، فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ارفعه قال فجئت فأخذت النور فنظرت فيه فما أدرى أهو حين وضعت أكثر أم حين أخذت، قال وتخلف رجال يتحدثون فى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج رسول الله التى دخل بها معهم مولية وجهها الى الحائط فأطالوا الحديث فشقوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أشد الناس حياءا ولو علموا كان ذلك عليهم عزيزا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم على حجره وعلى نسائه، فلما رأوه قد جاء ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه ابتدروا الباب فخرجوا وجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى أرخى الستر ودخل البيت وأنا فى الحجرة فمكث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى بيته يسيرا وأنزل الله عليه القرآن فخرج وهو يتلو هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى} الآية، قال أنس فقرأهن على قبل الناس فأنا أحدث الناس بهن عهدا (6) (التفسير) {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم} يعنى إلا أن تدعوا (الى طعام) فيؤذن لكم فتأكلون (غير ناظرين إناه) أى غير منتظرين إدراكه ووقت نضجه، يقال أنى الحميم إذا انتهى حره وأنى أن يفعل ذلك إذا حان (ولكن إذا دعيتم فادخلوا فاذا طعمتم) أى أكلتم الطعام (فانتشروا) أى فاخر؟ من منزله وتفرقوا (ولا مستأنسين لحديث) أى لا تطيلوا الجلوس ليستأنس بعضكم بحديث بعض، وكانوا يجلسون بعد الطعام يتحدثون فنهوا عن ذلك

الصفحة 245