كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[وليمة النبي (صلى الله عليه وسلم) صبيحة بنى بزينب بنت جحش وتفسير آية الحجاب]-
(حدثنا ابن أبى عدى) عن حميد (1) عن أنس قال دعوت المسلمين الى وليمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صبيحة بنى بزينت بنت جحش فأشبع المسلمين خبزا ولحما (2) قال ثم رجع كما كان يصنع فى حجر نسائه فسلم عليهن فدعون له (3) قال ثم رجع الى بيته وأنا معه فلما انتهى الى البيت فاذا رجلان قد جرى بينهما الحديث فى ناحية البيوت فلما بصر بهما ولى راجعا فلما رأى الرجلان النبى صلى الله عليه وسلم قد ولى عن بيته قاما مسرعين فلا أدرى أنا أخبرته أو أخبر به (4) ثم رجع الى منزله وأرخى 394 الستر بينى وبينه وأنزلت آية الحجاب (عن سلم العلوى) (5) قال سمعت أنس بن مالك يقول لما نزلت آية الحجاب جئت أدخل كما كنت أدخل فقال النبى صلى الله عليه وسلم وراءك (6) يا بني
__________
(إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحيى منكم) أي فيستحيى من إخراجكم (والله لا يستحيى من الحق) أى لا يغرك تأديبكم وبيان الحق حياءا، يعنى إخراجكم حق ما ينبغى أن يستحيا منه (وإذا سألتموهن) الضمير لنساء النبى (صلى الله عليه وسلم) لدلالة بيروت النبى لأن فيها نساءه (متاعا) عارية أو حاجة (فاسألوهن من وراء حجاب) أى من وراء ستر: فبعد آية الحجاب وهى التى تحن بصدد تفسيرها لم يكن لأحد أن ينظر الى امرأة من نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم متنقبة كانت أو غير متنقبة (ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن) أى من الريب (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله) أى ليس لكم أذاه فى شيء من الأشياء (ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا) نزلت فى رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم قال لئن قبض النبى (صلى الله عليه وسلم) لأنكحن عائشة قال مقاتل بن سليمان هو طلحة بن عبد الله فاخبره الله تعالى أن ذلك محرم وقال (إن ذلكم كان عند الله عظيما) أى ذنبا عظيما، وهذا من اعلام تعظيم الله عز وجل لرسوله (صلى الله عليه وسلم) وإيجاب حرمته ميتا (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير فى تفسيره وقال قال ابن أبى حاتم حدثنا أبى حدثنا أبو المظفر حدثنا جعفر بن سليمان عن الجعد أبى عثمان اليشكرى عن أنس بن مالك فذكره بالزيادة التى ذكرتها فى الشرح ثم قال وقد ويراه مسلم والترمذى والنسائى جميعا عن قتيبة عن جعفر بن سليمان به (أى بسند بن أبى حاتم) وقال الترمذى حسن صحيح وذكر له الحافظ ابن كثير طرقًا كثيرة عند البخارى ومسلم والترمذى وغيرهم (1) (حدثنا ابن أبى عدى الخ) (غريبه) (2) زاد فى رواية وككان يبعثنى فأدعو الناس (3) جاء فى رواية ثابت عن أنس فجعل يمر بنسائه ويسلم على كل واحدة سلام عليكم يا أهل البيت كيف أصبحتم فيقولون بخير يا رسول الله كيف وجدت أهلك فيقول بخير الحديث (4) جاء فى رواية ثابت عن أنس قال فوالله ما أدرى أنا أخبرته أو نزل عليه الوحى بأنهما قد خرجا فرجع ورجعت معه فلما وضع رجله فى أسكفة الباب (بضم الهمزة والكاف وتشديد الفاء مفتوحة بالعتبة التى يوطأ عليها) أرخى الحجاب بينى وبينه وأنزل الله الحجاب هذه الآيات {لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين إناه} حتى فرغ منها (تخريجه) (خ. وغيره) (5) (سنده) حدثنا ابو كامل مظفر بن مدرك ثنا حماد بن زيد عن سلم العلوى الخ (غريبه) (6) أى كن خلف الحجاب أى الستر، والمعنى أنه (صلى الله عليه وسلم) منعه من الدخول على نسائه كما كان يدخل قبل آية الحجاب (تخريجه) أورده الهيثمى وقال له حديث فى الصحيح غير هذا وقال رواه أبو يعلى وفيه سلم العلوى وهو ضعيف وغفل الحافظ الهيثمى عن عزوه للامام أحمد والكمال لله وحده