كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[قوله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى} الآية وتفسيرها]-
يا نبي الله؟ قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد، قال ونحن نقول وعلينا معهم، قال يزيد فلا ادري أشيء زاده ابن ابي ليلى من قبل نفسه أو شيء رواه كعب (باب يا ايها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى) الآية (عن أبي هريرة) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا} (2)
__________
الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء، وقال ابن عباسٍ يصلون يبركون على النبي أي يدعون له هكذا علقه البخاري، وقال أبو عيسى الترمذي وروى عن سفيان الثوري وغير واحدٍ من أهل العلم قالوا صلاة الرب الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار (وعن أبي بكرٍ القشيري) مما نقله القاضى عياض الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الله تشريف وزيادة تكرمة، وعلى من دون النبي صلى الله عليه وسلم رحمة، وبهذا التقرير يظهر الفرق بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين سائر المؤمنين حيث قال تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي- وقال قبل ذلك في السورة- هو الذي يصلى عليكم وملائكته- ومن المعلوم أن القدر الذي يليق بالنبي صبلى الله عليه وسلم من ذلك أرفع مما يليق بغيره اهـ (قلت) وهذا قول وجيه (تخريجه) (ق. والأربعة) (باب) (1) (سنده) حدثنا روح حدثنا عوف عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم، وخلاس ومحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) هكذا جاء سند هذا الحديث عند الامام احمد، وجاء عند البخاري قال حدثنا اسحاق بن ابراهيم اخبرنا روح بن عبادة حدثنا عوف عن الحسن ومحمد وخلاص عن أبي هريرة الحديث (عوف) هو ابن أبي جميلة عرف بالأعرابي (والحسن) هو البصري (ومحمد) هو ابن سيرين (وخلاس) هو ابن عمرو الهجري البصري فرواية البخاري من طريق عوف عن الحسن ومحمد وخلاس الثلاثة عن أبي هريرة بخلاف ما في المسند، وقد روى الامام احمد هذا الحديث من طرقٍ متعددة غير هذا وستأتي في باب قصة موسى مع الحجر (2) (التفسير) {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا} ما مصدرية أو موصولة وايهما كان فالمراد البراءة عن مضمون القول ومؤداه وهو الأمر المعيب، وأذى موسى عليه السلام هو ما ذكر في حديث الباب (وقيل غير ذلك) روى ابن أبي حاتم بسنده عن ابن عباسٍ عن على رضى الله عنهم في قوله عز وجل {فبرأه الله مما قالوا} قال صعد موسى وهارون الجبل فمات هارون عليه السلام، فقال بنو اسرائيل لموسى عليه السلام انت قتلته كان ألين لنا منك وأشد حياءً، فآذوه من ذلك فأمر الله الملائكة فحملته فمرت به على مجالس بني اسرائيل فتكلمت بموته فما عرف موضع قبره الا الرخم، وان الله جعله أصم أبكم، وهكذا رواه ابن جرير يرعن على بن موسى الطوسى عن عباد بن العوام به، وجائز أن يكون هذا هو المراد بالأذى وجائز ان يكون الأول هو المراد (يعني حديث الباب) فلا قول من قول الله عز وجل (قال الحافظ ابن كثير) يحتمل أن يكون الكل مرادًا وأن يكون معه غيره والله أعلم اهـ (قلت) وذكر الامام البغوى في تفسيره هذه الوجهين في أذى موسى وزاد وجهًا ثالثًا فقال أبو العالية هو أن قارون استأجر مومسة لتقذف موسى بنفسها على رأس الملأ فعصمها الله وبرَّأ موسى من ذلك وأهلك قارون (قلت) ولا مانع من أنه تكرار ايذاؤهم بهذه الأمور وغيرها كما تكرر إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم من كفار قريش بأنواعٍ شتى، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال