كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[(سورة سبأ) وما جاء في ذكر سبأ وأولاده]-
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن موسى كان رجلًا حييًا (1) ستيرًا لا يكاد يرى من جلده شيء استحياءً منه: قال فآذاه من آذاه من بني اسرائيل قالوا ما يستتر هذا التستر الا من عيبٍ بجلده إما برص وإما أردة (2) وقال روح مرة أدرة وإما آفة (3) وان الله عز وجل أراد أن يبرءه مما قالوا، وان موسى خلا يومًا فوضع ثوبه على حجر (4) ثم اغتسل فلما فرغ أقبل الى ثوبه ليأخذه وإن الحجر عدا (5) بثوبه فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر وجعل يقول ثوبي (6) حجر ثوبي حجر حتى انتهى الى ملاء من بنى اسرائيل فرأوه عريانًا كأحسن الرجال خلقًا وأبرأه مما كانوا يقولون له (7) وقام الحجر فأخذ ثوبه وطفق (8) بالحجر ضربًا بعصاه، قال فوالله ان في الحجر لندبًا (9) من أثر ضربه ثلاثًأ أو أربعًا أو خمسًا (سورة سبأ) (باب ذكر سبأ وأولاده) (عن ابن عباس) (10) قال ان رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ (11) ما هو أرجل أم امرأة أو أرض؟ فقال بل هو رجل ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة: وبالشام منهم أربعة: فأما اليمانيون (12) فمذحج
__________
رحم الله موسى لقد أوذى بأكثر من هذا فصبر والله أعلم {وكان عند الله وجيهًا} أي له وجاهة وجاه عند ربه عز وجل، قال الحسن البصري كان مستجاب الدعوة عند الله، وقال غيره من السلف لم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه ولكن منع الرؤية لما يشاء الله عز وجل، وقرأ ابن مسعود والأعمش (وكان عبدًا لله وجيهًا) (1) بوزن تقيًا أي كثير الحياء (ستيرًا) بكسر المهملة والفوقية المشددة أى من شأنه وارادته حب الستر (2) قال فى النهاية الأدرة بالضم نفحة في الخصية يقال رجل آدر (؟؟) الأدر بفتح الهمزة والدال (3) جاء عند البخارى بلفظ (إما برص وإما أدرة وإما آفة) والآفة هى كل مرض معيب فهو من عطف العام على الخاص (4) جاء من طريقٍ آخر للامام احمد عن أبى هريرة أيضًا وسيأتى في باب قصة موسى مع الحجر من كتاب أحاديث الأنبياء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بنو اسرائيل يغتسلون عراة فينظر بعضهم الى سوأة بعض وكان موسى عليه السلام يغتسل وحده فقالوا والله ما يمنع موسى ان يغتسل معنا إلا انه آدر، قال فذهب مرةً يغتسل فوضع ثوبه على حجرٍ الخ الحديث (5) بالعين المهملة أى مضى مسرعًا (6) قال الحافظ هو بفتح الياء الأخيرة من ثوبى أى اعطنى ثوبى أو رد ثوبى حجر بالضم على حذف النداء (قلت) جاء في روايةٍ أخرى للبخارى والامام احمد بلفظ (ثوبى يا حجر) باثبات حرف النداء (7) جاء في روايةٍ أخرى للامام احمد وستأتى في الباب المشار اليه فقالت بنو اسرائيل (يعنى بعد ما نظروا اليه سليمًا من العيوب) قاتل الله أفاكى بنى اسرائيل فكانت براءته التي برأه الله عز وجل (8) بكسر الفاء أى جعل يضرب الحجر بعصاه (9) بفتح النون والمهملة أى أثرًا (والندب) أثر الجرح إذا لم يرتفع فشبه به أثر الضرب في الحجر (تخريجه) (ق مذ طل) وابن جرير والبغوى، قال النووى فيه معجزتان ظاهرتان لموسى عليه السلام مشى الحجر بثوبه وحصول الندب في الحجر بضربه (باب) (10) (سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمى أبو عبد الرحمن عن عبد الله ابن جبيرة السباتى عن عبد الرحمن بن وعلة قال سمعت ابن عباسٍ يقول إن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (11) بفتح السين والموحدة وبالهمز والمراد به القبيلة التى هى من أولاد سبأ وهو سبأ بن يشحب ابن يعرف بن قحطان بن هود (12) يعنى الذين سكنوا اليمن (فمذحج) بفتح الميم وسكون الذال المعجمة

الصفحة 249