كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[ما جاء في قوله تعالى {ولا تنفع الشفاعة عنده} الآية وتفسيرها]-
وكندة والأزد والأشعريون وأنمار وحمير عربًا كلها، وأما الشامية (1) فلخم وجذام وعاملة وغسان (باب ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له) الآية (عن ابن عباس) (2) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال ربنا تبارك اسمه اذا قضى أمرًا (3) سبح حملة العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح هذه السماء الدنيا: ثم يستخبر أهل السماء الذين يلون حمل العرش فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش {ماذا قال ربكم} (زاد في روايةٍ فيقولون الحق (4)
__________
وكسر الحاء آخره جيم (وكندة) بكسر الكاف وسكون النون (والأزد) بفتح الهمزة وسكون الزاى آخره دالة مهملة (والاشعريون) قال في القاموس الأشعر ابو قبيلة باليمن منهم أبو موسى الأشعرى ويقولون جاءتك الأشعرون بحذف ياء الغيب (وأنمار) بفتح الهمزة وسكون النون، زاد عند الترمذى فقال رجل يا رسول الله ما أنمار؟ قال الذين منهم خثعم وبحيلة (قلت) خثعم بوزن جعفر (وبحيلة) كسفينة (وحمير) بكسر الحاء وسكون الميم بوزن درهم (1) يعنى الذين سكنوا الشام (فلخم) بفتح اللام وسكون الخاء المعجمة (وجذام) بضم الجيم والذال المعجمة بوزن غراب (وعاملة) بكسر الميم، قال في القاموس بنو عاملة بن ساجى باليمن (وغسان) بالغين المعجمة وتشديد السين المهملة بوزن شداد (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه (حم طب) وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف (يعنى اذا عنعن وقد عنعن) قال وبقية رجالهما ثقات (قلت) الحديث رواه أيضًا الحاكم في المستدرك وليس فى اسناده ابن لهيعة، وصححه الحاكم وأقره الذهبى وأورده الحافظ ابن كثير فى تفسيره وقال رواه عبد (يعنى ابن حميد) عن الحسن بن موسى عن ابن لهيعة به وهذا إسناد حسن ولم يخرجوه اهـ وعزاه الحافظ السيوطى في الدر المنثور لابن أبي حاتم وابن عدى والحاكم وصححه وابن مردويه، وقصارى القول ان الحديث له طرق كثيرة وشواهد تنهضه إلى درجة الصحيح والله أعلم (باب) (2) هذا طرف من حديثٍ طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في الكهانة من كتاب الحدود في الجزء السادس عشر صحيفة 131 رقم 320 وانما ذكرته هنا لمناسبة قوله في الحديث {ماذا قال ربكم} الخ الآية، واول الآية قوله تعالى {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} (غريبه) (3) جاء عند البخارى من حديث أبى هريرة ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال (اذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا) أي خاضعين (لقوله كانه سلسلة على صفوان) يعنى كأن القول المسموع سلسلة من حديد يضرب بها على حجرٍ املس فيأخذهم الفزع ويلحون بالتسبيح ويرون أنه من أمر الساعة (وجاء عند الامام البغوى) من حديث النواس بن سمعان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أراد الله أن يوحى بالأمر تكلم بالوحى فاذا تكلم أخذت السماوات منه رجفة أو قال رعدة شديدة خوفًا من الله تعالى فاذا سمع بذلك أهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدًا فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبريل على الملائكة كلما مر على سماءٍ سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل قال الحق وهو العلى الكبير، قال فيقولون مثل ما قال جبريل فينتهى جبريل بالوحى حيث أمره الله تعالى من السماء والأرض. وكذا رواه ابن جرير وابن خزيمة، وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وهو مفسر لحديث الباب لأن الأحاديث يفسر بعضها بعضًا (4) أي قال الله تعالى القول الحق