كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[(سورة فاطر) وقوله تعالى {ثم أورثنا الكتاب} الآيات]-
وهو العلي الكبير) (1) فيخبرونهم ويخبر أهل كل سماءٍ سماء حتى ينتهى الخبر الى السماء ويخطف (2) الجن السمع فيرمون (3) فما جاءوا به على وجهه (4) فهو حق ولكنهم يقذفون ويزيدون (5) قال عبد الله (6) قال أبى قال عبد الرزاق ويخطف الجن ويرمون (سورة فاطر) (باب ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) الآيات (عن أبي الدرداء) (7) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل {ثم أورثنا الكتاب (8) الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله} فأما الذين سبقوا بالخيرات فاؤلئك الذين يدخلون الجنة بغير
__________
قيل المجيبون هم الملائكة المقربون كجبريل وميكائيل وحملة العرش، ويؤيد ذلك ما جاء في حديث ابن مسعود عند أبى داود قال اذا تكلم الله بالوحى سمع أهل السماوات صلصلة كجر السلسلة على الصفاة (أى الصخرة والحجر الأملس) فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل فاذا جاء فزع عن قلوبهم (أى كشف عنهم الفزع وأزيل) فيقولون يا جبريل ماذاقال ربك؟ فيقول الحق (أى قال القول الحق) (1) أى ذو العلو والكبرياء (2) بفتح الطاء على المشهور وبه جاء القرآن، وفي لغةٍ قليلةٍ كسرها ومعنا استرقه وأخذه بسرعة (3) بصيغة المفعول أى يرمى الجن بالنجم وهو الشهاب قال تعالى {إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب} (4) أى من غير تصرفٍ فيه فهو ثابت وكائن، أى فما أصابوا به موافقًا للواقع فهو مسترق ومخطوف من السمع، وما لم يصيبوا فهو المزيد من طرف أوليائهم الكهنة والمنجمين (5) جاء في روايةٍ أخرى للامام احمد أيضًا بلفظ (ولكنهم يزيدون فيه ويقرفون) بالراء بدل الذال وكذلك جاء عند مسلم، قال النووى هذه اللفظة ضبطوها من رواية صالح على وجهين أحدهما بالراء والثانى بالذال ووقع في رواية الأوزاعى وابن معقل بالراء باتفاق النسخ، ومعناه يخلطون فيه الكذب وهو بمعنى يقذفون (6) هو ابن الامام احمد رحمه الله (أما تفسير الآية) فقد قال الامام البغوى في قوله تعالى {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن اذن له} يعنى إلا لمن اذن له الله في الشفاعة، قال تكذيبًا لهم حيث قالوا (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) ويجوز أن يكون المعنى إلا لمن اذن الله له أن يشفع، وقرأ ابو عمرو وحمزة والكسائي أذن بضم الهمزة (حتى إذا فزع عن قلوبهم) قرأ ابن عامر ويعقوب بفتح الفاء والزاى، وقرأ الآخرون بضم الفاء وكسر الزاى أي كشف الفزع واخرج عن قلوبهم فالتفزيع إزالة الفزع كالتمريض والتفريد، واختلفوا في الموصوفين بهذه الصفة، فقال قوم هم الملائكة، ثم اختلفوا في ذلك السبب فقال بعضهم انما يفزع عن قلوبهم من غشيةٍ تصيبهم عند سماع كلام الله عز وجل ثم ذكر حديث أبى هريرة وحديث النواس بن سمعان المذكورين آنفًا، وقال بعضهم انما يفزعون حذرًا من قيام الساعة لأن محمدًا صلى الله عليه وسلم عند أهل السماوات بعثته من أشراط الساعة، وقال جماعة الموصوفون بذلك المشركون: قال الحسن وابن زيد حتى اذا كشف الفزع عن قلوب المشركين عند نزول الموت بهم اقامةً للحجة عليهم {قالوا ماذا قال ربكم} أي قالت الملائكة لهم ماذا قال ربكم فى الدنيا {قالوا الحق} أى قالوا قال القول الحق فاقروا به حين لا ينفهم الاقرار {وهو العلي الكبير} أى ذو العلو والكبرياء والله أعلم (باب) (7) (سنده) حدثنا اسحاق بن عيسى حدثنا أنس بن عياض الليثى أبو ضمرة عن موسى بن عقبة عن على ابن عبد الله الأزدى عن أبى الدرداء الخ (8) (التفسير) {ثم أورثنا الكتاب} أي أوحينا إليك الكتاب