كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[(سورة يس) وما جاء في فضلها]-
قال الظالم يؤخذ منه في مقامه (1) فذلك الهم والحزن {ومنهم مقتصد} يحاسب حسابًا يسيرًا {ومنهم سابق بالخيرات} فذلك الذين يدخلون الجنة بغير حساب (عن أبي سعيدٍ الخدرى) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فى هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات} قال هؤلاء كلهم بمنزلةٍ واحدة (3) وكلهم في الجنة (سورة يس) (باب ما جاء في فضلها) (عن معقل بن يسار) (4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يس قلب القرآن (5) لا يقرؤها رجل يريد الله تعالى والدار الآخرة إلا غفر له (6) واقرءوها على موتاكم (7) (حدثنا أبو المغيرة) (8) ثنا صفوان: يعنى ابن عمرو: حدثنى المشيخة (9) انهم حضروا واغضيف بن الحارث الثمالى (10) حين اشتد سوقه (11) فقال هل منكم أحد يقرأ يس
__________
القائمين بالكتاب العظيم المصدق لما بين يديه من الكتب الذين اصطفينا من عبادنا وهم هذه الامة، ثم قسمهم على ثلاثة أنواعٍ فقال تعالى {فمنهم ظالم لنفسه} وهو المفرط في فعل الواجبات المرتكب لبعض المحرمات {ومنهم مقتصد} وهو المؤدى للواجبات التارك للمحرمات وقد يترك بعض المستحبات ويفعل بعض المكروهات {ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله} وهو الفاعل للواجبات والمستحبات التارك للمحرمات والمكروهات وبعض المباحات، قال على بن أبى طلحة عن ابن عباسٍ في قوله تعالى {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} قال هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ورثهم الله تعالى كل كتابٍ انزل (يعنى الايمان به والتصديق) فظالمهم يغفر له ومقتصدهم يحاسب حسابًا يسيرًا وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب (1) أى يعاقب بطول وقوفه في المحشر وبالهم والحزن الذى يصيبه من جراء ذلك (تخريجه) رواه ابن جرير وابن أبى حاتم والبغوى في تفاسيرهم، وأورده الهيثمى وقال رواه (حم طب) قال وثابت ابن عبيد ومن قبله من رجال الصحيح، وفى اسناد الطبراني رجل غير مسمى (2) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الوليدين العيزار انه سمع رجلًا من ثقيف يحدث عن رجلٍ من كنانة عن أبى سعيد الخ (غريبه) (3) أى في انهم من الأمة المحمدية وانهم من أهل الجنة وان كان بينهم فرق في المنازل فى الجنة (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث غريب حسن، ورواه أيضًا ابن جرير وابن أبى حاتم، وفي أسانيد كلهم من لم يسم فتحسين الترمذى له لشواهده والله أعلم (باب) (4) هذا طرف من حديثٍ طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب سورة البقرة وما جاء في فضلها في هذا الجزء صحيفة 70 رقم 161 فارجع اليه (غريبه) (5) أى لبه وخالصه وقلب كل شيء لبه (6) قال الطيبى لاحتوائها مع قصرها على البراهين الساطعة والآيات القاطعة والعلوم المكنونة والمعانى الدقيقة والمواعيد الفائقة والزواجر البالغة (7) قال بعض السلف من خصائص هذه السورة أنها لا تقرأ عند أمرٍ عسيرٍ إلا يسره الله وكأن قرائتها عند الميت لتنزل الرحمة والبركة وليسهل عليه خروج الروح والله أعلم (8) (حدثنا أبو المغيرة) الخ (غريبه) (9) جماعة من مشايخه من كبار علماء عصره (10) اختلف في اسمه وصحبته فقيل غضيف بالضاد كما هنا وقيل بالطاء بدل الضاد والصحيح الأول، وقيل انه صحابى وقيل تابعى والصحيح الأول أيضًا كما يستفاد مما ذكره الحافظ في الاصابة مات سنة بضع وستين (11) بفتح المهملة وسكون الواو أي