كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[(سورة الصافات) وقوله تعالى {وناديناه أن يا ابراهيم} الآية]-
(سورة الصافات) (باب قصة الذبيح وقوله تعالى- {وناديناه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا} (عن ابن عباس) (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان جبريل ذهب بابراهيم الى جمرة العقبة (2) فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ (3) ثم اتى الجمرة الوسطى (4) فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ: ثم أتى الجمرة القصوى (5) فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ: فلما أراد ابراهيم أن يذبح ابنه اسحاق (6) قال لأبيه يا أبت أوثقنى لا اضطرب فينضج عليك من دمى إذا ذبحتنى فشده (7) فلما أخذ الشفرة فأراد أن يذبحه نودى من خلفه {أن يا ابراهيم قد صدَّقت الرؤيا} (8)
__________
تحت العرش من حيث لا ندركه ولا نشاهده وانما أخبر عن غيب فلا نكذبه ولا نكيفه لأن علمنا لا يحيط به اهـ (قال الحافظ) وفى الحديث رد على من زعم ان المراد بمستقرها غاية ما تنتهى اليه فى الارتفاع وذلك أطول يوم فى السنة وقيل الى منتهى امرها عند انتهاء الدنيا اهـ قال فى اللمعات (قوله والشمس تجرى لمستقر لها} قد ذكر فى التفاسير وجوه غير ما فى الحديث ولا شك أن ما وقع فى الحديث المتفق عليه هو المعتبر والمعتمد والله أعلم (تخريجه) (خ نس وغيرهما) (باب) (1) (سنده) حدّثنا يونس أخبرنا حماد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ (غريبه) (2) قال الحافظ جمرة العقبة هى الجمرة الكبرى وليست من منى بل هى حد منى من جهة مكة، وهى التى بايع النبى صلى الله عليه وسلم الأنصار عندها على الهجرة، والجمرة اسم المجتمع الحصى سميت بذلك لاجتماع الناس بها، يقال تجمر بنو فلان إذا اجتمعوا، وقيل ان العرب تسمى الحصا الصغار جمارًا فسميت تسمية الشئ بلازمه (3) أى غاص فى الأرض يقال ساخت الأرض به تسوخ وتسيخ (4) هى التى بين جمرة العقبة والجمرة القصوى (5) هى التى تلى مسجد الخيف بفتح الخاء المعجمة وسكون التحتية ويقال لها الأولى لأنها أولى الجمرات من جهة عرفات، والقصوى لأنها أبعد الجمرات من مكة (6) هكذا جاء فى هذه الرواية ويستفاد منها أن الذبيح اسحاق وفى اسنادها عطاء بن السائب وقد اختلط، وهى تعارض الرواية الصحيحة من حديث أبى الطفيل عن ابن عباس أيضًا وتقدم فى باب ما رواه أبو الطفيل عن ابن عباس من كتاب الحج فى الجزء الحادى عشر صحيفة 100 رقم 70 وفيه (وثم تله للجبين وعلى اسماعيل قميص أبيض) الحديث وهو يفيد أن الذبيح اسماعيل، وسيأتى تحقيق المقام وكلام العلماء فى ذلك قريبًا (7) أى شد وثاقه (وقوله فلما أخذ الشفرة) يعنى السكين العريضة (8) أى قد حصل المقصود من رؤياك باضجاعك ولدك للذبح (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط، والظاهر أن قوله فى الحديث (فلما أراد اسماعيل أن يذبح ابنه اسحاق) جاء خطأ من عطاء بن السائب فالذبيح اسماعيل كما يستفاد من كتاب الله وصريح السنة الصحيحة وإلى ذلك ذهب جمهور العلماء من السلف والخلف (هذا) واعلم أن قصة ابراهيم عليه السلام مع ولده الذبيح عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام جاءت فى كتاب الله من قوله تعالى {وقال إنى ذاهب الر ربى سيهدين} - إلى قوله- {وباركنا عليه وعلى اسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين} لهذا رأيت أن آتى بتفسير هذه الآيات لما فيها من العظة والعبرة فأقول: أورد هذه الآيات الحافظ ابن كثير فى تفسيره جملة واحدة ثم قال يقول تعالى مخبرًا عن خليله ابراهيم عليه الصلاة والسلام بعدما نصره الله تعالى على قومه وأيس من =