كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[قوله عز وجل {قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة فى القربى}]-
وختناه (1) قرشيان كثير شحم بطونهم قليل فقه قلوبهم (2) فتكلموا بكلام لم أسمعه فقال أحدهم أترون (3) الله يسمع كلامنا هذا؟ فقال الاخر أرانا (4) اذا رفعنا أصواتنا سمعه واذا لم نرفعها لم يسمع، فقال الآخر ان سمع منه شيئًا سمعه كله (5) قال فذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم} (6) الى قوله {ذلكم ظنكم الذى ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين} (سورة الشورى) (باب قل لا أسألكم عليه أجرًا الا المودة فى القربى) (عن ابن عباس) (7) وقد سئل عن معنى قوله عز وجل {قل لا أسألكم عليه أجرًا الا المودة فى القربى} فقال سعيد بن جبير قرابة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم (8) قال ابن عباس عجلت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش الا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم قرابة فنزلت
__________
عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (غريبه) (1) بفتح الخاء المعجمة والفوقية بعدها نون كل من كان من قبل المرأة كالأب والأخ وهم الاختان بفتح الهمزة، وأو للشك من الراوى واخرجه عبد الرزاق من طريق وهب بن ربيعة عن ابن مسعود بلفظ ثقفى وختناه قرشيان فلم يشك (قال البغوى) قيل الثقفى عبد يا ليل وختناه قرشيان ربيعة وصفوان بن أمية (2) فيه اشارة الى أن الفطنة قلما تكون مع البطنة قال الشافعى ما رأيت سمينًا عاقلًا إلا محمد بن الحسن (3) بضم التاء الفوقية أى أتظنون (4) بضم الهمزة أى أظننا الخ (5) قال الحافظ فيه اشعار بأن هذا الثالث افطن أصحابه، واخلق به أن يكون صفوان بن أمية أو الاخنس بن شريف لانهما أسلما بعد ذلك (6) (التفسير) {وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم} معناه انكم كنتم تستترون بالحيطان والحجب عند ارتكاب الفواحش، وما كان استتاركم ذلك خيفة أن يشهد عليكم جوارحكم لانكم تنكرون البعث والقيامة (ولكن) ذلك الاستنار لاجل انكم {ظننتم أن الله لا يعلم كثيرًا مما كنتم تعملون} من الاعمال التى تخفونها فلذلك اجترأتم على ما فعلتم، وفيه تنبيه على أن المؤمن ينبغى أن يتحقق انه لا يمر عليه حال إلا وعليه رقيب {وذلكم ظنكم الذى ظننتم بربكم أرداكم} أى ذلك الظن هو الذى اهلككم {فأصبحتم من الخاسرين} أى فى مواقف القيامة: وهذا آخر الحديث، ثم قال عز وجل {فان تصبروا} على العذاب لم ينفعهم الصبر ولم ينفكوا به من الثواء فى النار {وان يستعتبوا فما هم من المعتبين} أى وان يطلبوا الرضا فماهم من المرضيين وإن يسألوا العتبى وهى الرجوع جزمًا مما هم فيه لم يعتبوا أى لم يعطوا العتبى ولم يجابوا اليها (تخريجه) (ق مذ نس طل) والبغوى (باب) (7) (سنده) حدّثنا يحيى عن شعبة حدثنى عبد الملك بن ميسرة عن طاوس قال أتى ابن عباس رجل فسأله: وسليمان بن داود قال أخبرنا شعبة أنبأنى عبد الملك قال سمعت طاوسًا يقول سأل رجل ابن عباس المعنى عن قوله عز وجل قلا لا أسألكم الخ (غريبه) (8) لفظ البخارى فقال سعيد بن جبير قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم فحمل الآية على أمر المخاطبين بأن يودوا أقاربه صلى الله عليه وسلم وهو عام لجميع المكلفين (قال ابن عباس عجلت) بفتح العين المهملة وكسر الجيم وسكون اللام أى أسرعت فى تفسيرها: ثم قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم قرابة، وقال فى آخر الحديث إلا أن تصلوا قرابة ما بينى وبينكم، فحمل الآية على ان توادوا النبى صلى الله عليه وسلم واهل قرابته الذين هم قرابتكم ولا تؤذوهم ولم يقل الا المودة للقربى لأنهم جعلوا مكانًا للمودة ومقرًا لها