كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[قوله عز وجل {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} الآية وتفسيرها]-
{قل لا أسألكم عليه أجرًا الا المودة فى القربى} (1) إلا أن تصلوا قرابة ما بينى وبينكم (باب وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم الخ) (عن أبى سخيلة) (2) قال قال علىّ رضى الله عنه ألا أخبركم بأفضل آية فى كتاب الله تعالى (3) حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم (4) ويعفو عن كثير} (5) وسأفسرها لك يا على: ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء فى الدنيا فبما كسبت أيديكم والله تعالى أكرم من أن يثنى عليهم العقوبة فى الآخرة: وما عفا الله تعالى عنه فى الدنيا فالله تعالى أحلم من أن يعود بعد عفوه (6)
__________
(1) (التفسير) {قل لا أسألكم عليه أجرًا الا المودة فى القربى} القربى مصدر كالزلفى والبشرى بمعنى القرابة والمراد فى أهل القربى، قال الحافظ ابن كثير أى قل يا محمد لهؤلاء المشركين من كفار قريش لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح لكم ما لا تعطونيه، وانما اطلب منكم ان تكفوا شركم عنى وتذرونى أبلغ رسالات ربى ان لم تنصرونى فلا تؤذونى بما بينى وبينكم من القرابة، ثم ذكر حديث الباب وعزاه للبخارى والامام احمد، وهو يفيد انهم يوادون النبى صلى الله عليه وسلم من أجل القرابة التى بينه وبينهم فهو خاص بقريش ويؤيده أن السورة مكية، قال وهكذا روى عامر الشعبى والضحاك وعلى بن أبى طلحة والعوفى ويوسف ابن مهران وغير واحد عن ابن عباس رضى الله عنهما مثله، وبه قال مجاهد وعكرمة وقتادة والسدى وأبو مالك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم اهـ وروى ابن أبى حاتم أنه لما نزلت قيل يا رسول الله من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم؟ قال فاطمة وولدها، قال الحافظ ابن كثير إسناده ضعيف فيه مبهم لا يعرف عن شيخ شيعى مخرف وهو حسين الأشقر ولا يقبل خبره فى هذا المحل، وذكر نزول الآية فى المدينة بعيد فانها مكية، ولم يكن إذ ذاك لفاطمة رضى الله عنها أولاد بالكلية فانها لم تتزوج بعلى رضى الله عنه إلا بعد بدر من السنة الثانية من الهجرة (قال) والحق تفسير هذه الآية بما فسرها به حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس كما رواه عنه البخارى (يعنى حديث الباب) قال ولا ننكر الوصاة بأهل البيت والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم فانهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخرًا وحسبًا ونسبًا ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وذريته رضى الله عنهم أجمعين (تخريجه) الحديث رواه الامام أحمد باسنادين أحدهما عن يحيى القطان عن شعبة والثانى عن أبى داود الطيالسى وكلاهما صحيح وأخرجه أيضًا البخارى والبغوى (باب) (2) (سنده) حدّثنا مروان بن معاوية الفزازى أنبأنا الأزهر ابن راشد الكاهلى عن الخضر بن الفواس عن أبى سخيلة الخ (غريبه) (3) أى أرجى آية يفرح بها المسلم (4) أى مهما أصابكم أيها الناس من المصائب فانما هى سيئات تقدمت لكم (5) {ويعفو عن كثير} أى من السيئات فلا يجازيكم عليها بل يعفو عنها أو عن كثير من الناس فلا يعاجلهم بالعقوبة قال تعالى: {ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة} وفى الحديث الصحيح (والذى نفس محمد بيده ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن إلا كفر الله عنه بها من خطاياه حتى الشوكة يشاكها) وقال عكرمة ما من نكبة أصابت عبدًا فما فوقها إلا بذنب لم يكن الله ليغفر له إلا بها أو درجة لم يكن الله ليبلغه إلا بها (6) هذا تفسير النبى صلى الله عليه وسلم وليس بعد تفسيره تفسير (تخريجه) أورده الهيثمي