كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[قوله تعالى {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك} الآية وتفسيرها]-
السلام قبل يوم القيامة (باب ونادوا يا مالك الخ) (عن يعلى بن أمية) (1) قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول (ونادوا يا مالك) (2) (سورة الدخان) (باب فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين الخ) (عن مسروق) (3) قال بينا رجل يحدث فى المسجد الأعظم (4) قال اذا كان يوم القيامة نزل دخان من السماء فأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم وأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام قال مسروق فدخلت على عبد الله (يعنى ابن مسعود) فذكرت ذلك له وكان متكئًا فاستوى جالسًا فأنشا يحدث فقال يا أيها الناس: من سئل منكم عن علم هو عنده فليقل به، فان لم يكن عنده فليقل الله أعلم، فان من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم: إن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم {قل ما أسألكم
__________
علمه بأن المراد به أصنامهم لا غير، وجد للحيلة مساغًا فصرف اللفظ إلى الشمول وإلا XXX بكل معبود غير الله على طريق اللجاج والجدال وحب المغالبة والمكابرة، فتوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أجاب عنه ربه (إن هو) ما عيسى (إلا عبد) كسائر العبيد أنعمنا عليه بالنبوة وجعلناه) بوجوده من غير أب {مثلًا لبنى اسرائيل} أى صيرناه عبرة عجيبة كالمثل لغرابته يستدل به على قدرة الله تعالى {ولو نشاء لجعلنا منكم} أى ولو نشاء لأهلكناكم وجعلنا بدلًا منكم {ملائكة فى الأرض يخلفون} يكونون خلفًا منكم يعمرون الأرض ويعبدوننى، وقيل يخلف بعضهم بعضًا يعنى الملائكة {وإنه لعلم للساعة} أى وإن عيسى مما يعلم بنزوله مجئ الساعة، وقرأ ابن عباس لعلم بفتح العين واللام وهو العلامة (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد والطبرانى بنحوه إلا أنه قال فان كنت صادقًا فانه لكآلهتهم وفيه عاصم بن بهدلة وثقه أحمد وغيره وهو سئ الحفظ وبقية رجاله رجال الصحيح (قلت) ورواه أيضًا ابن أبى حاتم وابن مردويه وعاصم ثقة من رجال الكتب الستة (باب) (سنده) حدّثنا سفيان بن عيينة عن عمرو يعنى ابن دينار عن عطاء عن صفوان عن أبيه (يعنى يعلى بن أمية الخ) (2) (التفسير) أول الكلام (إن المجرمين) أى المشركين {فى عذاب جهنم خالدون لا يفتَّر عنهم} أى لا يخفف عنهم ولا ينقص ساعة واحدة (وهم فيه) فى العذاب (مبلسون) آيسون من الفرج متحيرون (وما ظلمناهم) بالعذاب {ولكن كانوا هم الظالمين} أى بأعمالهم السيئة بعد إقامة الحجة عليهم وإرسال الرسل اليهم فجوزوا بذلك جزاءًا وفاقًا وما ربك بظلام للعبيد {ونادوا يا مالك} يدعون خازن النار لما أيسوا من فتور العذاب، وقيل لابن عباس إن ابن مسعود قرأ يا مال فقال ما أشغل أهل النار عن الترخيم {ليقض علينا ربك} أى ليمتنا، من قضى عليه إذا أماته: فوكزه موسى فقضى عليه: والمعنى سل ربك أن يقضى علينا أى يقبض أرواحنا فيريحنا مما نحن فيه فانهم كما قال تعالى لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها، فلما سألوا أن يموتوا أجابهم مالك {قال إنكم ماكثون} أى لابثون فى العذاب لا تتخلصون عنه بموت ولا فتور، قال ابن عباس مكث ألف سنة ثم قال إنكم ماكثون رواه ابن أبى حاتم (تخريجه) (خ) وأخرج الحاكم عن ابن عباس فى قوله عز وجل {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال مكث عنهم ألف سنة ثم قال انكم ماكثون} وصححه الحاكم وأقره الذهبى (باب) (3) (سنده) حدّثنا وكيع وابن نمير قالا ثنا الأعمش عن أبى الضحى عن مسروق الخ (قلت) أبو الضحى اسمه مسلم بن صبيح ومسروق هو ابن الأجدع (غريبه) (4) يعنى مسجد الكوفة عند أبواب كندة بكسر الكاف كما جاء فى بعض