كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[قوله تعالى {قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أرونى} الخ وتفسير ذلك]-
قال الخط (1) (باب قل أرأيتم ان كان من عند الله وكفرتم به) الآية (عن عوف بن مالك) (2) قال انطلق النبى صلى الله عليه وسلم يومًا وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيد لهم فكرهوا دخولنا عليهم: فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر اليهود أنبأنا اثنا عشر رجلًا (3) يشهدون أنه لا اله الا الله وأن محمدًا رسول الله يحبط (4) الله عن كل يهودى تحت أديم السماء الغضب الذى غضب عليه (5) قال فاسكتوا ما جاوبه منهم أحد، ثم رد عليهم (6) فلم يجبه أحد، ثم ثلث فلم يجبه أحد، فقال أبيتم
__________
عنهما وزيد بن على وعكرمة وقتادة والحسن والسلمى والأعمش وعمرو بن ميمون (وقرأها أثرة؟؟؟؟؟؟ المثلثة كثمرة) على والسلمى وقتادة أيضًا، حكاه ابن حبان فى تفسير البحر، وقراءة الجمهور المتواترة أثارة بألف بعد المثللثة كسحابة ومعناه البقية (قال ابن جرير) حدثنا أبو كريب قال سئل أبو بكر يعنى ابن عياش عن أثارة من علم قال بقية من علم لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب، قال ابن جرير فأما من قرأه أو أثرة يعنى بغير ألف بعد المثلثة فانه جعله أثرة من الأثر كما قيل قترة وغبرة، وقد ذكر عن بعضهم أنه قرأه أو أثرة بسكون الثاء مثل الرجفة والخطفة، واذا وجه ذلك الى ما قلنا فيه من أنه بقية من علم جاز أن تكون تلك البقية من علم الخط ومن علم استثير من كتب الأولين ومن خاصة علم كانوا أو ثروا به: وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ذلك خبر بانه تأوله بمعنى الخط (قلت يعنى حديث الباب) (1) المراد بالخط هنا علم الرمل وهو أن يخط انسان باصبعه السبابة والوسطى فى الرمل وهو ضرب من الكهانة، انظر حديث أبى هريرة فى باب ما جاء فى العيافة والطرق رقم 340 صحيفة 135 فى الجزء السادس عشر واقرأه مع شرحه تفهم المقصود والله أعلم (هذا) وقوله تعالى {أو أثارة من علم} هذه الجملة هى جزء من آية أولها {قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أرونى ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك فى السماوات إيتونى بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم ان كنتم صادقين} (التفسير) (قل أرأيتم) أخبرونى {ما تدعون من دون الله} تعبدونه من الأصنام {أرونى ماذا خلقوا من الأرض} أى شئ خلقوا مما فى الأرض ان كانوا آلهة {أم لهم شرك فى السماوات} شركة مع الله فى خلق السماوات والأرض {إيتونى بكتاب من قبل هذا} أى من قبل الكتاب وهو القرآن: يعنى ان هذا الكتاب ناطق بالتوحيد وابطال الشرك، وما من كتاب أنزل من قبله من كتب الله الا وهو ناطق بمثل ذلك، فائتوا بكتاب واحد منزل من قبله شاهد بصحة ما أنتم عليه من عبادة غير الله: أو أثارة من علم أو بقية من علم يؤثر عن الأولين أو يسند اليهم {ان كنتم صادقين} أن الله أمركم بعبادة الأوثان، أى لا دليل لكم لا فعليًا ولا عقليًا والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمى وعزاه للامام أحمد والطبرانى ثم قال ورجال أحمد رجال الصحيح (باب) (2) (سنده) حدّثنا أبو المغيرة قال ثنا صفوان قال ثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الخ (غريبه) (3) هكذا بالاصل (يا معشر اليهود أنبأنا اثنا عشر رجلًا يشهدون الخ) ومعناه غير ظاهر وجاء فى مجمع الزوائد وعزاه للطبرانى بلفظ (يا معشر اليهود أرونى اثنى عشر رجلًا منكم يشهدون الخ، وكذلك عند ابن جرير ومعناه ظاهر (4) هكذا بالاصل يحيط ومعناه يبطل: وفى مجمع الزوائد عند الطبرانى يحط بدل يحبط ومعناه الازالة والالقاء أى يزيل من الازالة وهو أظهر (5) يشير الى قوله تعالى {وباءوا بغضب من الله} (6) أى عاد هذه الجملة عليهم مرة ثانية فلم يجبه

الصفحة 270