كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[قوله تعالى {وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا} الآية وتفسيرها]-
(باب وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) الآية (عن أنس) (1) قال قيل للنبى صلى الله عليه وسلم لو أتيت عبد الله بن أبىّ (2) فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وركب حمارًا وانطلق المسلمون يمشون وهى أرض سبخة (3) فلما انطلق اليه النبى صلى الله عليه وسلم قال اليك عنى (4) فوالله لقد آذانى ريح حمارك (5) فقال رجل من الانصار (6) والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحًا منك: قال فغضب لعبد الله رجل من قومه (7) قال فغضب لكل واحد منهما أصحابه، قال وكان بينهم ضرب بالجريد والأيدى والنعال فبلغنا أنها نزلت فيهم (8) {وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا (9) فأصلحوا بينهما} (باب ولا تنابزوا بالألقاب) (عن أبى جبيرة بن الضحاك) (10) قال فينا نزلت في بني سلمة
__________
الفضل والنعمة يعني XXX والانعام والانتصاب على المفعول له أى حبب وكره للفضل والنعمة (والله عليم) بأحوال المؤمنين وما بينهم من التمايز والتفاضل (حكيم) حين يفضل وينعم بالتوفيق على الافضال والله أعلم (تخريجه) أورد الهيثمة وقال رواه احمد والطبرانى إلا أنه قال الحارث بن سرار بدل ضرار ورجال احمد ثقات اهـ (قلت) أورده الحافظ ابن كثير فى تفسيره وعزاه للامام احمد وابن أبى حاتم والطبرانى وقال الصواب انه الحارث بن ضرار والله أعلم (باب) (1) (سنده) حدّثنا عارم حدثنا معتمر قال سمعت أبى يحدث أن أنسًا (يعنى ابن مالك) قال قيل للنبى صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) ابو معتمر اسمه سلمان بن طرخان (2) هو ابن سلول بفتح المهلمة الخزرجى قبل ان يظهر اسلامه، وكان منزله باعالية: والظاهر والله أعلم ان ذهاب النبى صلى الله عليه وسلم اليه كان لأجل ترغيبه فى الاسلام، وجواب لو محذوف أى لكان خيرًا ونحو ذلك (3) بفتح أوله وكسر ثانيىه أى ذات سباخ تعلوها الملوحة لا تكاد تنبت إلا بعض الشجر (4) أى تنح عنى (5) جاء فى تفسير مقاتل XXX النبى صلى الله عليه وسلم على الانصار وهو راكب حماره يعفور فبال فأمسك ابن أبى بأنفه وقال للنبى صلى الله عليه وسلم خل للناس سبيل الريح من نتن هذا الجمار (6) قيل هو عبد الله ابن رواحة (7) قال الحافظ لا أعرفه (8) استشكل ابن بطال نزول هذه الآية فى هذه القصة من جهة ان المخاصمة وقعت بين من كان معه صلى الله عليه وسلم من الصحابة وبين أصحاب عبد الله بن أبىّ وكانوا حينئذ كفارًا (واجيب) بأن قول أنس بلغنا أنها نزلت فيهم لا يستلزم النزول فى ذلك الوقت، يؤيده أن نزول آية الحجرات متأخر جدًا، وقال مغلطاى فيما نقله عنه فى المصابيح وفى تفسير ابن عباس واعان ابن ابى رجال من قومه وهم مؤمنون فاقتتلوا قال وهذا فيه ما يزيل استشكال ابن بطال والله أعلم (9) (التفسير) {وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا} روى أنها لما نزلت قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاصطلحوا وكف بعضهم عن بعض (فاصلحوا بينهما) بالدعاء الى حكم كتاب الله والرضا بما فيه لهما وعليهما {فان بغت إحداهما} تعدت إحداهما على الأخرى وأبت الاجابة الى حكم الله تعالى {فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ} ترجع (الى أمر الله) فى كتابه وحكمه (فان فاءت) رجعت الى الحق {فأصلحوا بينهما بالعدل} بحملهما على الانصاف والرضا بحكم الله (وأقسطوا) اعدلوا وهو أمر باستعمال القسط على طريق العموم، بعد ما أمر به فى اصلاح ذات البين {إن الله يحب المقسطين} العادلين (تخريجه) (ق، وغيرهما) (باب) (10) (سنده) حدّثنا اسماعيل ثنا داود بن أبى هند عن الشعبى قال حدثنى أبو جبيرة