كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[قوله تعالى (ولقد رآه بالأفق المبين) وقوله (اقترب الساعة وانشق القمر)]-
في حلة من رفرف (1) قد ملأ ما بين السماء والأرض (عن مسروق) (2) قال كنت عند عائشة رضي الله عنها قال قلت أليس الله يقول (ولقد رآه بالأفق المبين - ولقد رآه نزلة أخرى) قالت أنا أول هذه الأمة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فقال إنما ذاك جبريل لم يره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين (3) رآه منهطبًا من السماء إلى الأرض سادَّا عظم خلقه ما بين السماء والأرض (عن ابن عباس) (4) في قوله تعالى (ما كذب الفؤاد ما رأى) قال رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل بقلبه مرتين (سورة القمر) (باب قوله تعالى اقتربت الساعة وانشق القمر) (عن أبي معمر عن عبد الله) (5) أنه قال في هذه الآية (اقتربت الساعة وانشق القمر) قال قد انشق (6) على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين أو فِلقين شعبة (7) الذي يشك فكان فلقة من وراء الجبل وفلقة على الجبل (8) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اشهد (9) (عن أنس) (10) سأل أهل
__________
أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (غريبه) (1) هذه هي الرؤية الأولى في أوائل البعثة بعد ما جاءه جبريل عليه السلام أول مرة وتقدم الكلام على ذلك في شرح الحديث الأول من أحاديث الباب (وقوله من رفرف) أي ديباج رقيق حسنت صنعته جمعه رفارف (تخريجه) (مذك) وقال الترمذي حديث حسن صحيح: وصححه أيضًا الحاكم وأقره الذهبي، ورواه أيضًا عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني (2) (سنده) حدثنا محمد بن أبي عدي عن دارد عن الشعبي عن مسروق الخ (غريبه) (3) تقدمت الإشارة إلى هذا الحديث والكلام عليه في شرح الحديث الأول (تخريجه) (ق مذ نس) (4) (سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن زيد بن الحصين عن أبي العالية عن ابن عباس الخ (تخريجه) الحديث سنده صحيح وأورده الحافظ ابن كثير فير تفسيره، وعزاه لمسلم من طريق وكيع عن الأعمش، ثم قال وكذا رواه سماك عن عكرمة عن ابن عباس مثله، وكذا قال أبو صالح والسدي وغيرهما أنه رآه بفؤاده مرتين أو مرة وقد خالفه ابن مسعود وغيره، وفي رواية عنه أنه أطلق الرؤية وهي محمولة على المقيدة بالفؤاد، ومن روى عنه بالبصر فقد أغرب فإنه لا يصح في ذلك شيء عن الصحابة رضي الله عنهم، وقول البغوي في فسيره وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينه وهو قول أنس والحسن وعكرمة فيه نظر والله أعلم اهـ (قلت) وفي الباب عند الإمام أحمد أحاديث غير ما ذكرنا ستأتي في أبواب الإسراء من كتاب السيرة النبوية وسنأتي في شرحها على تحقيق رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل وكلام العلماء في ذلك والله الموفق (باب) (5) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله الخ (قلت) أبو معمر هو (غريبه) (6) يعني القمر (7) شعبة هو ابن الحجاج أحد رجال السند يشك هل قال فرقتين أو فلقتين ومعناهما واحد أي قطعتين لما سأله كفار قريش أن يريهم آية (8) أي جبل حراء (9) جاء في رواية أخرى من حديث ابن مسعود أيضًا عند الإمام أحمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اشهدوا) أي اشهدوا على نبوتي ومعجزتي من الشهادة، وقيل معناه أحضروا وانظروا من الشهود (تخريجه) (ق مذ وغيرهم (10) (سنده) حدثنا