كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[قوله تعالى (وفرش مرفوعة) وقوله (فسيح باسم ربك العظيم)]-
ويقول أبو هريرة واقرأوا إن شئتم (1) (وظل ممدود) (باب وفرش مرفوعة) (عن أبي سعيد الخدري) (2) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (وفرش مرفوعة) (3) والذي نفسي بيده ارتفاعها كما بين السماء والأرض (4) وإن ما بين السماء والأرض لمسيرة خمسمائة سنة (باب) فسبح باسم ربك العظيم (عن عقبة بن عامر الجهني) (5) قال لما نزلت (فسبح باسم ربك العظيم) قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوها في ركوعكم فلما نزلت (سبح اسم ربك الأعلى) قال اجعلوها
__________
ولكنه جاء مرفوعًا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال معمر (1) معناه أن قوله اقرأوا إن شئتم وظل ممدود) من قول أبي هريرة لا من الحديث المرفوع (وظل ممدود) قال العلماء الجنة كلها ظل لا شمس معه وليس هو ظل الشمس بل ظل يخلقه الله تعالى، قال الربيع بن أنس ظل العرش (وروى عكرمة) عن ابن عباس في قوله (وظل ممدود) قال شجرة في الجنة على ساق العرش يخرج إليها أهل الجنة فيتحدثون في أصلها ويشتهي بعضهم لهو الدنيا فيرسل الله عز وجل عليها ريحًا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو في الدنيا (تخريجه) (ق. وغيرهما) (باب) (2) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (3) (التفسير) (وفرش مرفوعة) فسرت في الحديث بأن ارتفاعها كما بين السماء والأرض، وهو فيد أن بعضها فوق بعض فهي مرفوعة عالية وبهذا قال بعض المفسرين، وقال علي رضي الله عنه وفرض مرفوعة على الأسرة وقيل مرفوعة أي عالية وطيئة ناعمة (4) قال بعض أهل العلم ارتفاع الفرش في الدرجات وبعد ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض رواه ابن جرير عن أبي كريب عن رشدين بن سعد وفيه كلام، وروى ابن أبي حاتم بسنده عن الحسن (وفرش مرفوعة) قال ارتفاع فراش الرجل من أهل الجنة مسيرة ثمانين سنة (تخريجه) (مذ) والبغوي في تفسيره وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين وقال بعض أهل العلم معنى هذا الحديث وارتفاعها كما بين السماء والارض قال ارتفاع الفرش المرفوعة في الدرجات، والدرجات ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض اهـ قال الحافظ السيوطي وقد رأيته من حديث غيره (يعني غير رشدين) عند أحمد "يعني حديث الباب" قال فلو رأى الترمذي طريق أحمد أيضًا لصححه وقال وقد صححه ابن حبان فأخرجه في صحيحه من طريق ابن لهيعة وصححه الضياء المقدسي فأخرجه في المختارة من طريق رشدين قال وأخرجه أيضًا النسائي والبيهقي في البعث اهـ قال المحدث السيد محمد صبغة الله المدراسي في ذيل القول المسدد أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق الخطيب حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن سنان ثنا جعفر بن جبر ثنا أبي عن الحسن عن أبي هريرة به قال لا يصح، جبر وابنه متروكان والمتهم به عبد الله بن محمد بن سنان قال ابن حبان يضع الحديث ويقلبه ويسرقه (قلت) أخرجه الإمام أحمد من وجه يصح قال حدثنا حسن فذكر حديث الباب بسنده ولفظه كما هنا وذكر ما قلناه عن الترمذي ثم قال دراج ضعفه أبو حاتم والدارقطني ووثقه يحيى بن معين وعلين بن المديني وغيرهما وصحح حديثه عن أبي الهيثم الترمذي واحتج به ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما والحاكم وغيرهما وأما رشيدين فيتكلموا فيه لكن قال أحمد ليس به بأس في الرقائق، وقال أيضًا ارجو أنه صالح الحديث وحسن له الترمذي والله أعلم (باب) (5) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الذكر في الركوع من كتاب الصلاة في الجزء الثالث صحيفة

الصفحة 295