كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[قصة المجادلة وتفسير قوله تعالى (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها)]-
(سورة المجادلة) (باب قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها الخ) (عن خولة بنت ثعلبة) (2) قالت والله فيّ وفي أوس بن صامت أنزل الله عز وجل من صدر سورة المجادلة (2) قالت كنت عنده وكان سيخًا كبيرًا قد ساء خلقه وضجر، قالت فدخل عليّ يومًا فراجعته بشيء فغضب فقال أنت عليّ كظهر أمي، قالت ثم خرج فجلس في ناد
ي قومه ساعة ثم دخل عليّ فإذا هو يريدني على نفسي: قالت فقلت كلا والذي نفس خويلة بيده لا تخلص إليّ وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه، قالت فواثبني وامتنعت منه فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته عني، قالت ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابها ثم خرجت حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه فجعلت أشكو إليه صلى الله عليه وسلم ما ألقى من سوء خلقه، قالت فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا خويلة ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه، قالت فوالله ما برحت حتى نزل فيّ القرآن فتغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه ثم سُرِّي
__________
والراحة والاستراحة والفرح والسرور والرزق والحسن (وجنة نعيم) قال محمد بن كعب لا يموت أحد من الناس حتى يعلم من أهل الجنة هو أم من أهل النار (تخريجه) (دمذنس) من حديث هارون وهو ابن موسى الأعور، قال الترمذي لا نعرفه إلا من حديثه (قلت) هارون بن موسى المشار إليه قال في الخلاصة رجال الصحيحين وغيرهما وثقه ابن معين والأصمعي وفي التهذيب وثقه أبو داود وأبو زرعة، وفي التقريب ثقة مقرئ إلا أنه رمى بالقدر (باب) (1) حديث خولة هذا تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في كتاب الظهار في الجزء السابع عشر صحيفة 21 رقم 44 وإنما أعدت ذكره هنا لأجل تفسير الآيات الخاصة بالظهار لأنها لم تفسر هناك (2) تعني قوله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تجاوركما إن الله سميع بصير "إلى قوله" وللكافرين عذاب أليم (التفسير) قوله عز وجل (قد سمع الله قول التي تجادلك) تحاورك، وقرئ بها ومعناه تراجعك في زوجها المظاهر منها، وكان قد قال لها أنت عليّ كظهر أمي، وقد سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأجابها بأنها حرمت عليه على ما هو المعهود عندهم من أن الظهار موجبه فرقة مؤبدة وهي خولة بنت ثعلبة وهو أوس بن الصامت كما جاء في الحديث (في زوجها) في شأنه وما وقع منه (وتشتكي إلى الله) تظهر ما بها من المكروه "والله يسمع تحاوركما" مراجعتكما الكلام من حوار إذا رجع (إن الله سميع) يسمع شكوى المضطر (بصبر) بحاله (الذين يظّهرن) بتشديد الظاء والهاء أصله يتظهرون أدغمت التاء في الظاء، وفي قراءة يظاهرون XXX والهاء المخففة وفي أخرى يظاهرون كيقاتلون: والموضع الثاني في القراءات كذلك وفي قوله تعالى (منكم) توبيخ للعرب لأنه كان في إيمان أهل جاهليتهم خاصة دون سائر الأمم (من نسائهم) زوجاتهم (ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي) بهمزة وياء وبلا ياء (ولدنهم) يريد أن الأمهات على الحقيقة الوالدات، والمرضعات ملحقات بالوالدات بواسطة الرضاع، وكذا أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيادة حرمتهن، وأما الزوجات فأبعد شيء من الأمومة فلذا قال (وإنهم ليقولون منكرًا من القول) أي تنكره الحقيقة والأحكام الشرعية (وزورًا) كذبًا وباطلًا منحرفًا عن الحق (وإن الله لعفو غفور) لما سلف منهم (والذين يظاهرون من نسائهم) بين في الآية الأولى أن ذلك من قائله