كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[بقية قصة المجادلة ومحاورتها مع النبي صلى الله عليه وسلم]-
عنه فقال لي يا خويلة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك، ثم قرآ عليّ (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تجاوركما إن الله سميع بصير - إلى قوله - وللكافرين عذا أليم) فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم مريه فيعتق رقبة: قالت فقلت والله يا رسول الله ما عنده ما يعتق قال فليصم شهرين متتابعين، قالت فقلت والله يا رسول الله إنه شيخ كبير ما به من صيام: قال فلطعم ستين مسكينًا وسقا من تمر، قالت فقلت والله يا رسول الله ما ذاك عنده، قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنا سنعينه فعرَق من تمر قالت فقلت وأنا يا رسول الله سأعينه بعرق آخر، قال قد أصبت وأحسنت فاذهبي بتصدقي عنه ثم استوصي بابن عمك خيرًا، قالت ففعلت: قال عبد الله قال أبي قال سعد العرق الصَّنُّ (عن عائشة رضي الله عنها) (1) قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات (2)، لقد جاءت المجادلة (3) إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها إلى آخر الآية) (4) (حدثنا أبو معاوية وابن نمير) (5)
__________
منكر وزور، وبين في الثانية حكم الظهار (ثم يعودون لما قالوا) أي فيه بأن يخالفوه بإمساك المظاهر منها الذي هو خلاف مقصود الظهار من وصف المرأة بالتحريم (فتحرير رقبة) أي إعتاقها عليه من قبل أن يتماسا) بالوطء (ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير فمن لم يجد) رقبة (فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع) أي الصيام (فإطعام ستين مسكينًا) عليه أي من قبل أن يتماسا حملًا للمطلق على المقيد، لكل مسكين مد من غالب قوت البلد (ذلك) أي التخفيف في الكفارة (لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك) أي الأحكام المذكورة (حدود الله وللكافرين) بها (عذاب أليم) أي مؤلم نعوذ بالله من ذلك (1) (سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة الخ (غريبه) (2) هو كقوله تعالى (وإن ت جهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى) (3) تعني المرأة التي كانت تجادل النبي صلى الله عليه وسلم في ظهار زوجها وهي خولة بنت ثعلبة (4) في هذه الآية والحديث دلالة على عظمة الله عز وجل وكبريائه وأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، عائشة لم تسمع لكلام المرأة وهي معها في البيت والله تعالى يقول (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) سبحانك ما أعظم شأنك وأربع مكانك وأعز سلطانك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للإمام أحمد ثم قال وهكذا رواه البخاري في كتاب التوحيد تعليقًا فقال وقال الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة فذكره: وأخرجه النسائي وابن ماجه وابن أبي حاتم وابن جرير من غير وجه عن الأعمش به (5) (حدثنا أبو معاوية وابن نمير) الخ هذا الحديث تقدم نحوه عن عائشة أيضًا من وجه آخر في باب ما يقال في رد السلام على أهل الكتاب من كتاب السلام والاستئذان في آخر الجزء السابع عشر صحيفة 340 رقم 34 وتقدم شرحه هناك وليس فيه ذكر الآية وذكرت هذا الحديث هنا لما ذكر فيه من كتاب الله عز وجل وهو بعض آية أولهما قوله عز وجل (ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاءوك حيَّوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير) (التفسير) (ألم تر الذين نهوا عن النجوى) أي التحدث سرًا، نزلت في اليهود والمنافقين