كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[تفسير قوله تعالى (ما قطعتم من لينة) الآية وفضل أواخر سورة الحشر]-
(سورة الحشر) (باب ما قطعتم من لينة) الآية (عن نافع عن عبد الله) (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرَّق نخل بني النضير (2) وقطع وهي البوبرة (3) فأنزل الله تبارك وتعالى (ما قطعتم من لينة (4) أو تركتموها قائمة على اصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين) (باب ما جاء في أواخر سورة الحشر) (عن معقل بن يسار) (5) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ الثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة (سورة الممتحنة) (باب لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين) الآية (عن عامر بن عبد الله بن الزبير) (6) عن أبيه قال قدمت قبيلة ابنة عبد العزى بن عبد أسعد من بني مالك
__________
الأيمان الكاذبة ثم قال تعالى (لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئًا) أي لن يدفع عنهم بأسًا إذا جاءهم (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) ثم قال تعالى (يوم يبعثهم الله جميعًا) يعني اليهود والمنافقين يحشرهم يوم القيامة عن آخرهم فلا يغادر منهم أحدًا (فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء) أي يحلفون لله عز وجل أنهم كانوا على الهدى والاستقامة كما كانوا يحلفون للناس في الدنيا ويعتقدون أن ذلك ينفعهم عند الله كما كان ينفعهم عند الناس: ولهذا قال (ويحسبون أنهم على شيء) أي حلفهم ذلك لربهم ثم قال منكرًا عليهم حسبانهم (ألا إنهم هم الكاذبون) فأكد الخبر عنهم بالكذب (تخريجه) (ك) وابن جرير وابن أبي حاتم وصححه الحاكم وأقره الذهبي وأورده الهيثمي وقال رواه (حم طب بز) ورجال الجميع رجال الصحيح (باب) (1) (سنده) حدثنا يونس حدثنا ليث عن نافع عن عبد الله (يعني ابن عمر) الخ (غريبه) (2) هم طائفة من اليهود أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع نخيلهم وتحريقها لأنهم نقضوا العهد الذي كان بينهم وبينه وعزموا على قتل النبي صلى الله عليه وسلم غيلة وقصتهم مشهورة ستأتي في حوادث السنة الرابعة في القسم الثاني من كتاب السيرة النبوية وإنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ح اصرهم وأجلاهم من المدينة إهانة لهم وإرهابًا (3) بضم الموحدة وفتح الواو مصغرًا اسم موضع كان به نخل بني النضير (4) (التفسير) (ما قطعتم من لينة) من لينة بيان لما قطعتم، ومحل ما نصب بقطعتم كأنه قيل أن شيء قطعتم، وأنث الضمير الراجع إلى ما في قوله (أو تركتموها) لأنه في معنى اللينة، واللينة النخلة من الألوان وياءها عن واو قلبت لكسر ما قبلها، وقال البخاري اللينة نخلة ما لم تكن عجرة أو برنية، وقيل اللينة تمر شديدة الصفرة يرى نواه من خارج يغيب فيها الضرس، وقيل هي أغصان الشجر للينها (قائمة على أصولها) أي لم تقطعوها (فبإذن الله) أي فقطعها وتركها بإذن الله وأمره وحكمه يعني خيركم في ذلك (وليخزي الفاسقين) وليذل اليهود ويغيظهم إذن في قطعها، قال ابن إسحاق كان إجلاء بني النضير مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من أحد (تخريجه) (ق مذجه) (باب) (5) (سنده) حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا خالد يعني ابن طهمان أبو العلاء الخفاف حدثني نافع بن أبي نافع عن معقل بن يسار الخ (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للإمام أحمد ثم قال ورواه الترمذي عن محمود بن غيلان عن أبي أحمد الزبيري وقال غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ورواه أيضًا البغوي في تفسيره وعزاه للترمذي ونقل عنه مثل ما نقل الحافظ ابن كثير والله أعلم (باب) (6) هذا الحديث تقدم بتمامه وسنده وشرحه وتخريجه في

الصفحة 301