كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[تفسير آية البيعة وقوله تعالى (سبح لله ما في السموات وما في الأرض)]-
(عن عائشة رضي الله عنها) (1) قالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن المؤمنات (2) إلا بالآية التي قال الله عز وجل (إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن ولا ولا) (3) سورة الصف (باب ما جاء في سورة الصف) (حدثنا يعمر) (4) حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا الأوزاعي حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني هلال بن أبي ميمونة أن عطاء بن يسار حدثه أن عبد الله بن سلام حدثه: أو قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال تذاكرنا بيننا فقلنا أيكم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم (5) فيسأله أي الأعمال أحب إلى الله وهبنا (6) أن يقوم منا أحد فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا رجلًا رجلًا حتى جمعنا (7) فجعل بعضنا يشير إلى بعض (8) فقرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم (سبح الله (9) ما في
__________
سلمة الأنصارية قالت قالت امرأة من النسوة (أي قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم) ما هذا المعروف الذي لا ينبغي لنا أن نعطيك فيه؟ قال لا تنحن أي من النوح وهو البكاء على الميت وتعديد محاسنه، وقيل النوح بكاء مع الصوت ومنه ناح الحمام نوحًا (قال الترمذي) قال عبد الله بن حميد أم سلمة الأنصارية هي أسماء بنت يزيد بن السكن وحسّن الترمذي حديثها (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه شهر بن حوشب وثقه جماعة وفيه ضعف (1) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة الخ (غريبه) (2) معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يختبر من هاجر إليه من مكة إلى المدينة قبل عام الفتح من المؤمنات بهذه الآية يعني (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات الآية (3) يشير إلى قوله تعالى ولا يسرقن ولا يزنين الخ الآية زاد البخاري في روايته قال عروة قالت عائشة فمن أقر بهذا الشرط قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بايعتك على ذلك والمراد بالشرط هنا شرط الإيمان من المؤمنات، وفي الطبراني من طريق العوفي عن ابن عباس قال كان امتحانهن أن يشهدن أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله (وفي كتاب الشروط) للبخاري كان يمتحنهن بهذه الآية يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن إلى غفور رحيم - وعن قتادة فيما أخرجه عبد الرزاق أنه صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر من النساء بالله ما خرجت إلا رغبة في الإسلام وحبًا لله ورسوله: وزاد مجاهد ولا حرج بك عشق رجل منا ولا فرار من زوجك، وعند البزار أن الذي كان يحلفهن عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم له عمر بن الخطاب رضي الله عنه (تخريجه) (خ - وغيره) (باب) (4) حدثنا يعمر الخ (غريبه) (5) جاء عند الترمذي فتذاكرنا فقلنا لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه فأنزل الله (سبح لله ما في السموات وما في الأرض) إلى قوله (يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون (6) من الهيبة يقال هاب الشيء يهابه إذا خافه وإذا وقره وعظمه (7) الظاهر أنه صلى الله عليه وسلم لم يرسل إليهم إلا بعد إطلاعه على ما عزموا عليه رجلًا رجلًا بطريق الوحي ونزول السورة بالإنكار عليهم، والظاهر أنهم كانوا عدة رجال، لما جاء في رواية الترمذي بلفظ (قعدنا نفرًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا الخ والنفر بفتحتين عدة رجال من ثلاثة إلى عشرة (8) جعل بعضهم يشير إلى بعض تعجبًا من معرفة النبي صلى الله عليه وسلم ما عزموا عليه (9) التفسير (سبح لله ما في السموات وما في الأرض) يخبر تعالى أنه يسبح له ما في السموات وما في الأرض أي من الحيوانات والنباتات كما قال في الآية الأخرى (تسبح له

الصفحة 303