كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[تفسير صدر سورة الصف إلى قوله تعالى (كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)]-
السموات وما في الأرض - إلى قوله - كبر مقتًا عند الله) قال (1) فتلاها من أولها إلى آخرها قال (2) فتلاها علينا بن سلام من أولها إلى آخرها قال (3) فتلاها علينا عطاء بن يسار من أولها إلى آخرها قال يحيى فتلاها علينا هلال من أولها إلى آخرها، قال الأوزاعي فتلاها علينا يحيى من أولها إلى آخرها (ومن طريق ثان) (4) عن أبي سلمة عن عبد الله ين سلام (بنحوه، وفيه) فأرسل إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا فجمعنا فقرأ علينا هذه السورة يعني سورة الصف كلها (سورة الجمعة) (باب وآخرين منهم لما يحلقوا بهم) (عن أبي المغيث) (5) عن أبي هريرة قال كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه سورة الجمعة
__________
السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليمًا غفورًا (وهو العزيز) أي الذي قد خضع له كل شيء (الحكيم) في خلقه: الآيات إلى قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) هذا إنكار على من بعد وعدا ويقول قولًا لا يفي به، ولهذا استدل بهذه الآية الكريمة من ذهب من علماء السلف إلى أنه يجب الوفاء بالوعد مطلقًا سواء ترتب عليه عزن الموعود أم لا، وذهب الإمام مالك إلى أنه إذا تعلق بالوعد عزم على الموعود وجب الوفاء به، وذهب الجمهور إلى أنه لا يجب مطلقًا وحملوا الآية على أنها نزلت حين تمنوا فريضة الجهاد عليهم فلما فرض نكل عنه بعضهم، فقد روي عن ابن عباس قال كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون لوددنا أن الله عز وجل دلنا على أحب الأعمال إليه فنعمل به فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إيمان به لا شك فيه وجهاد أهل معصيته الذي خالفوا الإيمان ولم يقروا به، فلما نزل الجهاد كره ذلك ناس من المؤمنين وشق عليهم أمره فقال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لم تقولوا ما لا تفعلون) وهذا اختيار ابن جرير ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره وهو الظاهر، وقيل أنزلت في شأن القتال يقول الرجل قاتلت ولم يقاتل وطعنت ولم يطعن وضربت ولم يضرب وصبرت ولم يصبر، وقال ابن زيد نزلت في قوم من المنافقين كانوا يعدون المسلمين النصر ولا يفون لهم بذلك، وقال مالك عن زيد بن أسلم لم تقولون ما لا تفعلون قال الجهاد (كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) فيه دلالة على أن قولهم ما لا يفعلون مقت خالص لا شوب فيه، والمعنى كبر قولكم ما لا تفعلون مقتًا عند الله، واختير المقت لأنه أشد البغض (1) يعني عبد الله بن سلام (فتلاها) يعني النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الصف من أولها إلى آخرها كما صرح بذلك في رواية الترمذي (2) يعني أبا سلمة (3) يعني هلال بن أبي ميمونة الخ، وهذا الحديث يسمى بالمسلسل بقراءة سورة الصف، قال في المنح هذا صحيح متصل الإسناد والتسلسل ورجاله ثقات وهو أصح مسلسل روي في الدنيا اهـ قال الحافظ في الفتح في تفسير سورة الصف وقد وقع لنا سماع هذه السورة مسلسلًا في حديث ذكر في أوله سبب نزولها وإسناده صحيح قل إن وقع في المسلسلات مثله مع مزيد عُلُوه (4) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم ثنا ابن المبارك عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة، وعن عطاء بن يسار عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال تذاكرنا أيكم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأله أي الأعمال أحب إلى الله تعالى فلم يقم أحد منا، فأرسل إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا الخ (تخريجه) (مذ ك حب طب عل هق) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (باب) (5) (سنده) حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز عن ثور عن أبي المغيث عن أبي هريرة الخ