كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[ما جاء في فضل (قل هو الله أحد) والمعوذتين]-
العظيم قال قلت بلى جعلني الله فداك، قال فأقر أني (قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس) ثم قال يا عقبة لا تنساهن ولا تبيت ليلة حتى تقرأهن، قال فما نسيتهن من منذ قال لا تنساهن، وما بت ليلة قط حتى أقرأهن () (عن معاذ بن عبد الله) (1) بن خبيب عن أبيه قال أصابنا عطش وظلمة فانتظرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فخرج فأخذ بيدي فقال قل فسكت قال قل: قلت ما أقول؟ قال قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثًا يكفيك كل يوم مرتين (سورتي الفلق والناس) (باب ما جاء في فضلهما) (عن عقبة بن عامر) (2) قال بينما أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم (3) في نقب من تلك النقاب إذ قال لي يا عقبة ألا تركب؟ قال فأجللت برسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركب مركبة (4) ثم قال يا عقبة ألا تركب؟ (5) قال فأشقت أن تكون معصيا (6) قال فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وركبت هنية (7) ثم ركب ثم قال يا عقيب (8) ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟ قال قلت بلى يا رسول الله، قال فأقرأني (قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس) (9) ثم أقيمت الصلاة فتقدم رسول الله فقرأ بهما ثم مر بي قال كيف رأيت يا عقيب (10) أقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت (11) قال أبو عبد الرحمن (12) هو عقبة بن عامر بن عاب ويقال ابن عبس الجهني (رضي الله تبارك وتعالى عنه وأرضاه)
__________
حفظهن وقراءتهن كل ليلة قبل النوم. (1) (ز) (سنده) حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا الضحاك بن مخلد حدثنا ابن أبي ذئب عن أسيد بن أبي أسيد عن معاذ عبد الله بن خبيب الخ (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه لعبد الله بن الإمام أحمد؛ لأنه من زوائده على مسند أبيه ولذا رمزت له بحرف زاي في أوله كما ذكرت ذلك في مقدمة الكتاب، ثم قال ورواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث ابن أبي ذئب به وقال الترمذي حديث صحيح غريب من هذا الوجه وقد رواه النسائي من طريق أخرى عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه عن عقبة بن عامر فذكره، ولفظه تكفك كل شيء (باب). (2) (سنده) حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن جابر عن القاسم أبي عبد الرحمن عن عقبة بن عامر الخ (غريبه) (3) أي يقود راحلته (وقوله في نقب) النقب الطريق بين الجبلين جمعة نقاب وأنقاب وجاء عند أبي داود بلفظ (كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته في السفر (4) معناه أنه استصغر نفسه بالنسبة لمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلو منزلته أن يركب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي (5) أعاد عليه السؤال مرة ثانية وذلك لمزيد شفقته ورحمته بأصحابه وتواضعه وكرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم (6) خشى عقبة مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المرة فيكون عاصيًا (7) أي زمنا يسير امتثالًا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم (8) تصغير عقبة (9) زاد عند أبي داود (فلم يرني سررت بهما جدًا)؛ لأنه كان يرغب أن يعلمه سورة هود وسورة يوسف كما صرح بذلك في بعض رواياته وستأتي لما فيهما من القصص والطول (10) معناه علمت يا عقبة أمرهما وأنهما من القرآن لجواز الصلاة بهما 11) فيه دلالة على استحباب قراءتهما عند اللزوم وعند اليقظة من النوم (12) هو عبد الله بن الإمام أحمد رحمهما الله يريدان الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عقيب هو عقبة بن عامر الخ (تخريجه) (د نس) ورجاله ثقات ورواه أيضًا الحاكم مختصرًا وصححه، واقره الذهبي

الصفحة 349