كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت فألحقتها في سورتها في المصحف (باب رأي ابن مسعود رضي الله عنه في مصاحف عثمان) (عن خمير بن مالك) (1) قال أمر بالمصاحف أن تغير (2) قال قال ابن مسعود من استطاع منكم أن يغل مصحفة فليغله (3) فإن من غل شيئا جاء به يوم القيامة قال ثم قال قرأت من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة أفأترك ما أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (وفي رواية) قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم سبعين سورة (4) وان زيد بن ثابت له ذؤابة في الكتاب (5)
__________
مما قاله الحافظ ابن كثير في فضائل القرآن (وقال في شرح السنة) في هذا الحديث البيان الواضح أن الصحابة رضي الله عنهم جمعوا بين الدفتين القرآن المنزل من غير أن يكونوا زادوا أو نقصوا منه شيئا باتفاق منهم من غير أن يقدموا شيئا ويؤخروه بل كتبوه في المصاحف على الترتيب المكتوب في اللوح المحفوظ بتوقيف جبريل عليه السلام على ذلك واعلامه عند نزول كل آية بموضعها وأين تكتب وقال ابو عبد الرحمن المسلمي كان قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والانصار واحدة وهي التي قرأها صلى الله عليه وسلم على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه وكان زيد يشهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات ولذلك اعتمده الصديق في جمعه وولاه عثمان كتبة المصاحف قال السفاقسي فكان جمع أبي بكر خوف ذهاب شيء من القرآن بذهاب حملته إذ أنه لم يكن مجموعا في موضع واحد وجمع عثمان لما كثر الاختلاف في وجوه قراءته حين قرءوا بلغاتهم حتى أدى ذلك إلى تخطئة بعضهم بعضا فننسخ تلك الصحف في مصحف واحد مقتصرا من اللغات على لغة قريش اذ هي أرجحها والله أعلم (باب) (1) (سنده) حدثنا اسود بن عامر أنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن خمير بن مالك الخ (غريبه) (2) أي لما أمر عثمان رضي الله عنه بنسخ المصاحف على لغة قريش وحرق ما عداها من المصاحف ساء ذلك عبد الله بن مسعود لأن القرآن نزل بلغة قريش وغيرها من اللغات الأخرى فلماذا يحرق ما عدا لغة قريش؟ هذا كان رأيه أولا وقيل أنه رجع عنه بعد ذلك والله أعلم (3) أصل الغلول السرقة من الغنائم واخفائها وانكارها فكان عقاب الغال عند الله تعالى أن يأتي بما غل يوم القيامة ليظهر للناس ما أنكره وأخفاه ويفضحه الله على رءوس الأشهاد ومراد ابن مسعود بقوله (من استطاع منكم أن يغل مصحفه فليغله) يعني ينكره ويخفيه فإن كان اخفاؤه غلولا فسيأتي به يوم القيامة يشهد له انه من عند الله (4) معناه أنه حفظ هذا العدد من السور في مكة وفي أوائل الهجرة قبل أن يرشد زيد ويكتب القرآن ولا فهو قد كان يحفظ القرآن كله وكتبه (5) الذؤابة الشعر المضفور من شعر الرأس وكان من عادة العرب أن يجعلوا من شعر رأس الصبي ضفيرة أو ضفيرتين يريد أنه كان يحفظ الكثير من القرآن وزيد صبي في الكتاب وانما خص زيدا بذلك لأن ولاة الأمور أمروه أن يقرأ على قراءة زيد بن ثابت فقد روى أبو بكر بن داود في كتاب المصاحف قال حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن النضر ثنا سعيد بن النضر ثنا سعيد بن سليمان ثنا ابن شهاب عن الأعمش عن أبي وائل قال خطبنا ابن مسعود على المنبر فقال من يغلل يأت بما غل يوم القيامة غلوا مصاحفكم وكيف تأمروني أن اقرأ على قراءة زيد بن ثابت وقد قرأت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وان زيد بن ثابت ليأتي مع الغلمان

الصفحة 35