كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

فأنبأني أني محسن وقد قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة (عن فلفلة الجعفي) (1) قال فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف فدخلنا عليه فقال رجل من القوم إنا لم نأتك زائرين ولكن جئناك حين راعنا هذا الخبر (2) فقال ان القرآن نزل على نبيكم صلى الله عليه وسلم من سبعة أبواب (3) على سبعة أحرف أو قال حروف (4) وان الكتاب قبله كان ينزل من باب واحد على حرف واحد (5) (أبواب القراءات وجواز اختلافها والنهي عن المراء فيها) (باب ما جاء من ذلك عاما واختلاف الصحابة فيه) (ز) (عن زر بن حبيش) (6) قال قال عبد الله بن مسعود تمارينا (7) في سورة من القرآن فقلنا خمس وثلاثون آية ست وثلاثون آية
__________
عرض عليه مرتين والظاهر أن عبد الله بن مسعود كان يفعل ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم ويؤيده ما سيأتي في باب معارضة جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم القرآن عن مجاهد عن ابن عباس قال قال أي القراءتين كانت أخيرا أقراءة عبد الله (يعني ابن مسعود) أو قراءة زيد؟ قال قلنا قراءة زيد قال لا ألا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القراءة على جبريل كل عام مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عرضه عليه مرتين وكانت آخر القراءة قراءة عبد الله (زاد في رواية) فشهد عبد الله فعلم ما نسخ منه وما بدل (تخريجه) أورده الهيثمي مختصرا وقال رواه الامام أحمد في حديث طويل والطبراني وفيه من لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح (1) (سنده) حدثنا أبو كامل حدثنا زهير حدثنا أبو همام عن عثمان بن حسان عن فلفلة الجعفي الخ (2) يعني خبر نسخ المصاحف على لغة قريش وحرق ما عداها (3) جاء عند ابن جرير من وجه آخر عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله أمرني أن اقرأ القرآن على حرف واحد فقلت خفف على أمتي فقال اقرأه على حرفين فقلت رب خفف عن أمتي فأمرني أن اقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف (قال ابن جرير) والأبواب السبعة من الجنة هي المعاني التي فيها من الأمر والنهي والترغيب والترهيب والقصص والمثل التي إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهي استوجب به الجنة (4) الحكمة في كونه نزل على سبعة أحرف ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث للناس كافة في جميع أقاليم الأرض واللغات تختلف باختلاف الأقاليم فلو نزل على حرف واحد لتعذرت عليهم قراءته وفهمه فجعل على سبعة أحرف تيسيرا لهم (5) معناه أن كتب الأنبياء المنزلة قبل النبي صلى الله عليه وسلم كانت على حرف وذلك لأن غيره من الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام كان يبعث إلى قومه خاصة فينزل كتابه على حرف واحد بلغة قومه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال له في الصحيح غير هذا رواه احمد وفيه عثمان ابن حسان العامري وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه (باب) (6) (ز) (سنده) حدثنا أبو محمد سعيد بن محمد الجرمي قدم علينا من الكوفة حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش عن عاصم عن زر بن حبيش قال قال عبد الله وحدثني سعيد بن يحيى بن سعيد حدثنا ابي حدثنا الأعمش عن عاصم عن زر بن حبيش قال قال عبد الله بن مسعود الخ (غريبه) (7) يعني عبد الله بن مسعود وبعض الصحابة أي تجادلنا والمراء اجدال والتماري والمماراة المجادلة على مذهب الشك والريبة ويقال للمناظرة مماراة لأن كل واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه كما يمتري الحالب اللبن من الضرع (نه)

الصفحة 37