كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

(ما جاء في سورة مريم) (عن ابن عباس) (1) قال حفظت السنة الأولى كلها (2) غير اني لا أدري أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر أم لا؟ (3) ولا أدري كيف كان يقرأ هذا الحرف (وقد بلغت من الكبر عتيا أو عسيا) (4) (ما جاء في سورة الفرقان) (عن عمر رضي الله عنه) (5) قال مررت بهشام بن حكيم بن حزام يقرء سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت قراءته فإذا هو يقرء على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أن أساوره (6) في الصلاة فنظرت (7) حتى سلم فلما سلم لببته (8) بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي تقرؤها؟ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت له كذبت فوالله ان النبي صلى الله عليه وسلم لهو أقرأني هذه السورة التي تقرؤها قال فانطلقت أقوده إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها وانت اقرأتني سورة الفرقان فقال النبي صلى الله عليه وسلم أرسله (9) يا عمر اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة التي سمعت فقال النبي صلى الله عليه وسلم هكذا أنزلت ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التي اقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هكذا أنزلت (10)
__________
سورة الزمر (تخريجه) روى الشطر الأول منه (د مذ) وسكت عنه أبو داود قال المنذري وشهر بن حوشب قد تكلم فيه غير واحد ووثقه الامام احمد ويحيى بن معين (1) (سنده) حدثنا سريج بن النعمان حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه) (2) أي معظمها وكان يقال لابن عباس حبر الأمة والبحر لكثرة علمه ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحكمة وحنكة بريقه حين ولد وله مناقب كثيرة ستأتي في باب مناقبه من كتاب مناقب الصحابة ان شاء الله تعالى (3) الكلام على القراءة في الظهر والعصر تقدم في بابه في الجزء الثالث صحيفة 220 رقم 566 (4) معناه ان ابن عباس شك أيضا في القراءة في قوله تعالى حكاية عن زكريا (وقد بلغت من الكبر عتيا) هل قرأها النبي صلى الله عليه وسلم بالتاء الفوقية أو بالسين المهملة لأن معناهما واحد يقال عتا الشيخ يعتو عتيا وعسيا إذا انتهى سنه وكبر وشيخ عات وعاس اذا صار الى حاله اليبس والجفاف ولم يبق فيه لقاح ولا جماع والعرب تقول للعود اذا يبس عتا يعتو عتيا وعتوا وعسى يعسو عسوا وعسيا واللغتان معروفتان بالتاء والسين والقراء الأربعة عشر قرءوا عتا بالتاء لا غير قال البغوي في تفسيره قرأ حمزة والكسائي عتيا وبكيا وصليا وجثيا بكسر أوائلهن (قلت وكذلك الأعمش وحفص الابكيا فبالضم) والباقون يرفعها وهما لغتان اهـ وأما قراءتها عسيا بالسين المهملة فقال أبو حيان في البحر عن عبد الله (يعني ابن مسعود) ومجاهد عسيا بضم العين وكسر السين وحكاها الداني عن ابن عباس وحكاها الزمخشري عن أبي ومجاهد (تخريجه) الحديث سنده صحيح وروى شطره الأول أبو داود وروى شطره الثاني الحاكم وصححه وأقره الذهبي (5) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القارى أنهما سمعا عمر يقول مررت بهشام الخ (غريبه) (6) بهمزة مضمومة وسين مهملة أي آخذ برأسه (7) اي انتظرت يقال نظرته وانتظرته بمعنى واحد (8) بفتح اللام وتشديد الموحدة الأولى كذا عند البخاري وقال القاضي عياض التخفيف أعرف (بردائه) أي جمعته عليه عند لبته لئلا ينفلت مني وهذا من عمر على عادته في الشدة بالأمر بالمعروف (9) بهمزة قطع أي أطلقه (10) لم يقف الحافظ ابن حجر على تعيين الأحرف التي

الصفحة 41