كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان القرآن انزل على سبعة أحرف فاقرءوا منه ما تيسر (1) (وعن أبي طلحة الأنصاري) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا عمر إن القرآن كله صواب مالم يجعل عذاب مغفرة أو مغفرة عذابا (ما جاء في سورة الروم) (عن عطية العوفي) (3) قال قرأت على ابن عمر (الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعف) (4) فقال (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا) (5) ثم قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قرأت علي فأخذ
__________
اختلف فيها عمر وهشام من سورة الفرقان ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم تطييبا لقلب عمر لئلا ينكر تصويب الشيئين المختلفين (إن هذا القرآن انزل على سبعة أحرف) جمع حرف مثل فلس وأفلس أي لغات أو قراآت فعلى الأول يكون المعنى على أوجه من اللغات لأن حد الحرف في اللغة الوجه قال تعالى (ومن الناس من يعبد الله على حرف) وعلى الثاني يكون من اطلاق الحرف على الكلمة مجازا لكونه بعضا (1) أي من الأحرف المنزل بها فالمراد بالتيسير في الآية غير المراد به في الحديث لأن الذي في الآية المراد به القلة والكثرة والذي في الحديث ما يستحضره القارئ من القراآت والله أعلم (تخريجه) (ق والثلاثة) (2) (سنده) حدثنا عبد الصمد حدثنا حرب بن ثابت كان يسكن بني سليم قال ثنا اسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة عن أبيه عن جده قال قرأ رجل عند عمر فغير عليه (أي أراد تحويله عن هذه القراءة إلى قراءة أخرى) قال في القاموس (وغيره جعله غير ما كان وحوله وبدله والاسم الغير) فقال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير على قال فاجتمعنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقرأ الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له قد احسنت قال فكان عمر وجد من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عمر إن القرآن الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد ثم قال وهذا اسناد حسن وحرب بن ثابت هذا يكنى بأبي ثابت لا نعرف أحدا جرحه اهـ وأورده أيضا الهيثمي وعزاه للامام احمد فقط وقال رجاله ثقات (3) (سنده) حدثنا وكيع عن فضيل ويزيد قال اخبرنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي الخ (غريبه) (4) بفتح الضاد المعجمة في الجميع (5) معناه ان ابن عمر قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا بفتح الضاد فأخذ عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ بضمها وفي تفسير البغوي الضم لغة قريش والفتح لغة تميم ومعنى من ضعف أي من نطفه يريد من ذي ضعف أي من ماء ذي ضعف كما قال تعالى (الم نخلقكم من ماء مهين) (ثم جعل من بعد ضعيف قوة) أي من بعد ضعف الطفولية شبابا وهو وقت القوة (ثم جعل من بعد قوة ضعفا) هرما وقال ابن الجزري في النشر في القراآت العشر في هذا الحرف (واختلف عن حفص) فروى عنه عبيد وعمرو انه اختار فيها الضم خلافا لعاصم للحديث الذي رواه عن الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابن عمر مرفوعا وروينا عنه من طريق أنه قال ما خالفت عاصما في شيء من القرآن إلا في هذا الحرف ثم روى ابن الجزري هذا الحديث باسناده إلى الامام احمد (تخريجه) (د مذ) وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره بعد أن عزاه للامام احمد وقال رواه أبو داود والترمذي وحسنه من حديث فضيل به ورواه ابو داود من حديث عبد الله بن جابر عن عطية عن أبي سعيد بنحوه اهـ (قلت) في اسناده عطية العوفي ضعفه الجمهور واخرجه ايضا الحاكم وقال تفرد به

الصفحة 42