كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

النساء فطلقوهن في قبل عدتهن (1) (باب ما جاء في سورة الليل) (عن علقمة) (2) أنه قدم الشام فدخل مسجد دمشق فصلى فيه ركعتين وقال اللهم ارزقني جليسا صالحا قال فجاء فجلس إلى أبي الدرداء فقال له أبو الدرداء ممن أنت؟ قال من أهل الكوفة قال كيف سمعت ابن ام عبد (3) يقرأ (والليل اذا يغشي والنهار اذا تجلى) قال علقمة (والذكر (4) والأنثى) فقال أبو الدرداء لقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال هؤلاء حتى شككوني (وفي رواية وهؤلاء يريدون أن اقرأ) (وما خلق) (5) فلا أتابعهم (6) ثم قال ألم يكن فيكم صاحب السواد (7) وصاحب
__________
النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (1) قال في النهاية (وفي رواية في طهرهن) أي في اقباله وأوله حيث يمكنها الدخول في العدة والشروع فيها فتكون لها محسوبة وذلك في حالة الطهر يقال كان ذلك في قبل الشتاء أي اقباله اهـ (قال النووي) هذه قراءة ابن عباس وابن عمر وهي شاذة لا تثبت قرآنا بالاجماع ولا يكون لها حكم خبر الواحد عندنا وعند محققي الأصوليين اهـ وقال ابو حيان في تفسير البحر ما روى عن جماعة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم من أنهم قرءوا (فطلقوهن في قبل عدتهن) وعن عبد الله (لقبل طهرهن) هو على سبيل التفسير لاعلى أنه قرآن لخلافه سواد المصحف الذي اجمع عليه المسلمون شرقا وغربا والله أعلم (تخريجه) (م فع) (2) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون أنا سعبة عن مغيرة عن ابراهيم عن علقمة انه قدم الشام الخ (غريبه) (3) يعني عبد الله بن مسعود (4) بكسر الراء معطوف على النهار وعلى هذا فالمعنى أنه عز وجل أقسم بالليل والنهار والذكر والأنثى من جميع خلقه وهذه قراءة ابن مسعود وأبي الدرداء وعلقمة وفي رواية للبخاري من طريق سفيان عن الاعمش ان علقمة قال (فقرأت والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى والذكر والأنثى) قال انت سمعت من في صاحبك؟ قلت نعم (قال الحافظ) هذا صريح في ان ابن مسعود كان يقرؤها كذلك قال وهذه القراءة لم تنقل إلا عمن ذكر هنا (يعني ابن مسعود وأبا الدرداء وعلقمة) قال ومن عداهم قرءوا (وما خلق الذكر والأنثى) وعليها استقر الأمر مع قوة اسناد ذلك إلى أبي الدرداء ومن ذكر معه ولعل هذا مما نسخت تلاوته ولم يبلغ النسخ ابا الدرداء ومن ذكر معه والعجب من نقل الحفاظ من الكوفيين هذه القراءة عن علقمة وابن مسعود واليهما تنتهي القراءة بالكوفة ثم لم يقرأ بها أحد منهم وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء ولم يقرء أحد منهم بهذا فهذا مما يقوى أن التلاوة بها نسخت (قلت) وقراءة الجمهور (وما خلق الذكر والأنثى) هي المتواترة قال الحسن معناه والذي خلق الذكر والانثى فيكون قد أقسم بنفسه عز وجل (وقال أبو عبيدة) (وما خلق) أي ومن خلق وكذا قوله (والسماء وما بناها ونفس وما سواها) (ما) في هذه المواضع بمعنى من اهـ (5) أي (وما خلق الذكر والأنثى) (6) أي لا أتابعهم على هذه القراءة قال ذلك لما تبينه من سماع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعله لم يعلم بنسخه ولم يبلغه مصحف عثمان المجمع عليه المحذوف منه كل منسوخ على أنه جاء في تفسير القرطبي ان حمزة وعاصما يرويان عن عبد الله بن مسعود ما عليه جماعة المسلمين (7) بكسر السين المهملة بعدها واو وقد جاء في الأصل (الوساد) بتقديم الواو على السين وهو خطأ من الناسخ والسواد بالكسر السرار وصاحب السواد هو عبد الله بن مسعود كما فسر في الحديث وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له اذنك على أن ترفع الحجاب

الصفحة 45