كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

(باب نزول القرآن على سبعة أحرف) (عن أبي بكرة) (1) أن جبريل عليه السلام قال يا محمد اقرأ القرآن على حرف (وفي لفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتاني جبريل وميكائيل عليهما السلام فقال جبريل اقرأ القرآن على حرف) قال ميكائيل عليه السلام استزده فاستزاده قال اقرأه على حرفين قال ميكائيل استزده فاستزاده حتى بلغ سبعة أحرف (2) قال كل شاف (3) كاف ما لم تختم (4) آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب نحو قولك تعالى (5) وأقبل وهلم واذهب واسرع وأعجل (عن عمرو بن العاص) (6) أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال نزل القرآن على سبعة أحرف على اي حرف قرأتم فقد أصبتم فلا تماروا فيه فإن المراء فيه كفر (7)
__________
وقيل بسم الله الرحمن الرحيم ذكر هذه الأقوال جميعها وغيرها الحافظ السيوطي في كتابه الاتقان في علوم القرآن (باب) (1) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبي بكرة الخ (غريبه) (2) قال الخطابي اختلف الناس في تفسير قوله (سبعة أحرف) فقال بعضهم يعني الحروف اللغات يريد أنه نزل على سبعة لغات من لغات العرب من أفصح اللغات واعلاها في كلامهم قالوا وهذه اللغات متفرقة في القرآن غير مجتمعة في الكلمة الواحدة والى نحو من هذا أشار ابو عبيد (وقال القتي) لا نعرف في القرآن حرفا يقرأ على سبعة أوجه (وقال ابن الإنباري) هذا غلط وقد وجد في القرآن حروف تصح أن تقرأ على سبعة أحرف منها قوله تعالى (وعبد الطاغوت) وقوله تعالى (أرسله معنا غدا يرتع ويلعب) وذكر وجوهها كأنه يذهب في تأويل الحديث إلى ان بعض القرآن أنزل على سبعة أحرف لا كله (وقد ذكر بعضهم) فيه وجها آخر قال وهو من القرآن أنزل مرخصا للقارئ وموسعا عليه أن يقرأه على سبعة أحرف أي يقرؤه بأي حرف شاء منها على البدل من صاحبه ولو أراد ان يقرأ على معنى ما قاله ابن الانباري لقيل أنزل القرآن بسبعة أحرف فإنما قيل على سبعة أحرف ليعلم انه به هذا المعنى أي كأنه أنزل على هذا من الشرط أو على هذا من الرخصة والتوسعة وذلك لتسهل قراءته على الناس ولو أخذوا بأن يقرءوه على حرف واحد لشق عليهم ولكان ذلك داعية للزهادة فيه وسببا للنفور عنه (وقيل فيه وجه آخر) وهو أن المراد به التوسعة ليس حصر العدد اهـ (قلت) وسيأتي لذلك مزيد بحث في آخر الباب (3) أي شاف لأمراض القلوب والنفوس (كاف) لكل طالب من أحكام وأخلاق وتبشير وتحذير وغير ذلك (4) جاء في بعض الروايات مالم تخلط بدل تختم أي بحيث تغير المعنى فهو ممنوع (5) نحو قولك تعالى وأقبل الخ هذه الأمثلة ترجع إلى قوله (كل شاف كاف) أي يجوز أن تقول هلم بدل اقبل وهكذا اذ كلها بمعنى واحد لكن بشرط ان يصح سنده وان يوافق ما في المصحف الامام الذي أمر عثمان بنسخه وجمع الناس عليه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد والطبراني بنحوه إلا أنه قال واذهب وادبر وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو سيء الحفظ وقد توبع وبقية رجال احمد رجال الصحيح (6) (سنده) حدثنا سعيد مولى بني هاشم قال ثنا عبد الله بن جعفر يعني المخرمي قال ثنا يزيد بن عبد الله بن اسامة بن الهاد عن بسر بن سعيد عن ابي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص الخ (7) (غريبه) تقدم الكلام على المراء في القرآن وانه كفر في الحديث الثالث في الباب الأول من أبواب القراءات وجواز اختلافها صحيفة 38 رقم 93 (تخريجه) لم أقف

الصفحة 50