كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

الله صلى الله عليه وسلم انزل القرآن على سبعة أحرف (عن ابن عباس) (1) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقرأني جبريل عليه السلام على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني فانتهى إلى سبعة أحرف (2) قال الزهري وانما هذه الأحرف في الأمر الواحد وليس يختلف في حلال ولا حرام (عن أبي هريرة) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل القرآن على سبعة أحرف عليما حكيما غفورا رحيما (وفي رواية) عليم حكيم غفور رحيم
__________
عن حميد عن أنس عن عبادة بن الصامت عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل القرآن على سبعة أحرف فأدخل بينهما عبادة بن الصامت (1) (سنده) حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس الخ (غريبه) (2) معناه لم أزل أطلب من جبريل أن يطلب من الله الزيادة في الحرف للتوسعة والتخفيف ويسأل جبريل ربه عز وجل فيزيده حتى انتهى إلى السبعة (تخريجه) (ق وغيرهما) (3) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من أبواب القراءات وجواز اختلافها صحيفة 39 رقم 95
(تتمة في أقوال العلماء في معنى الأحرف السبعة) (قال العلماء) سبب انزال القرآن على سبعة أحرف التخفيف والتسهيل ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم هون على أمتي كما صرح بذلك في بعض الروايات (واختلف العلماء) في المراد بسبعة أحرف (قال القاضي عياض) قيل هو توسعة وتسهيل لم يقصد به الحصر قال وقال الأكثرون هو حصر للعدد في سبعة ثم قيل هي سبعة في المعاني كالوعد والوعيد والمحكم والمتشابه والحلال والحرام والقصص والأمثال والأمر والنهي ثم اختلف هؤلاء في تبيين السبعة (وقال آخرون) هي في أداء التلاوة وكيفية النطق بكلماتها من ادغام واظهار وتفخيم وترقيق وامالة لأن العرب كانت مختلفة اللغات في هذه الوجوه فيسر الله تعالى عليهم ليقرأ كل انسان بما يوافق لغته ويسهل على لسانه (وقال آخرون) هي الألفاظ والحروف ثم اختلف هؤلاء فقيل سبع قراءات وأوجه (وقال أبو عبيد) سبع لغات العرب يمنها ومعدها وهي أفصح اللغات وأعلاها وقيل بل السبعة لمضر وحدها وهي متفرقة في القرآن غير مجتمعة في كلمة واحدة وقيل بل هي مجتمعة في بعض الكلمات كقوله تعالى وعبد الطاغوت ونرتع ونلعب وباعد بين أسفارنا وبعذاب بئيس وغير ذلك (وقال القاضي أبو بكر الباقلاني) الصحيح أن هذه الأحرف السبعة ظهرت واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضبطها عنه الأمة وأثبتها عثمان والجماعة في المصحف وأخبروا بصحتها وانما حذفوا منها ما لم يثبت متواترا وان هذه الأحرف تختلف معانيها تارة وألفاظها أخرى وليست متضاربة ولا متنافية (وذكر الطحاوي) ان القراءة بالأحرف السبعة كانت في أول الأمر خاصة للضرورة لاختلاف لغة العرب ومشقة أخذ جميع الطوائف بلغة فلما كثر الناس والكتاب وارتفعت الضرورة كانت قراءة واحدة قال المازري وأما قول من قال المراد سبعة معان مختلفة كالأحكام والأمثال والقصص فخطأ لأنه صلى الله عليه وسلم أشار إلى جواز القراءة بكل واحد من الحروف وابدال حرف بحرف وقد تقرر اجماع المسلمين أنه يحرم ابدال آية أمثال بآية أحكام قال وقول من قال خواتيم الأي فجعل مكان غفور رحيم سميع بصير فاسد أيضا للاجماع على منع تغيير

الصفحة 53