كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

(عن ابن عباس) (1) قال قال (2) أي القراءتين كانت أخيرا؟ أقراءة عبد الله (يعني ابن مسعود) أو قراءة زيد؟ (3) قال قلنا قراءة زيد قال لا ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل كل عام مرة فلما كان في العام الذي قبض فيه عرضه عليه مرتين وكان آخر القراءة قراءة عبد الله (4) (ومن طريق ثان) (5) عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال أي القراءتين تعدون أول؟ قالوا قراءة عبد الله قال لا بل هي الآخرة كان يعرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل عام مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عرض عليه مرتين فشهد عبد الله فعم ما نسخ منه وما بدل (عن أبي هريرة) (6) قال كان يعرض (يعني جبريل) على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم القرآن في كل سنة مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عرض عليه مرتين (7)
__________
أن جبريل يعارضني بالقرآن كل سنة (يعني مرة) وانه عارضني العام مرتين ولا أراده (بضم الهمزة أي أظنه) إلا حضر أجلي (تخريجه) (مذ) في الشمائل وأخرجه الشيخان بسياق غير هذا والمعنى واحد (1) (سنده) حدثنا محمد بن سابق حدثنا اسرائيل عن ابراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس الخ (غريبه) (2) يعني ابن عباس (3) يعني ابن ثابت (4) يعني ابن مسعود رضي الله عنه وفيه منقبة لعبد الله بن مسعود وان قراءته من أثبت القراءات لأنه حضر العرضة الأخيرة فعلم ما ثبت منه وما نسخ كما في الطريق الثانية والله أعلم (5) (سنده) حدثنا يعلى ومحمد المعنى قالا حدثنا الأعمش عن ابي ظبيان الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) ورجال احمد رجال الصحيح وذكر ان في الصحيح بعضه يشير إلى الحديث السابق (6) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق أخبرني أبو بكر يعني ابن عياش قال ثنا أبو حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبه) (7) تقدم ذكر الحكمة في تكرار العرض في السنة الأخيرة (وقال الحافظ) ويحتمل أن يكون السر في ذلك أن رمضان من السنة الأولى لم يقع فيه مدارسة لوقوع ابتداء النزول في رمضان ثم فتر الوحي ثم تتابع فوقعت المدارسة في السنة الأخيرة مرتين ليستوى عدد السنين والعرض اهـ (تخريجه) (خ د نس جه) (وفي أحاديث الباب) تعظيم شهر رمضان غير ما تقدم في كتاب الصيام لاختصاصه بابتداء نزول القرآن فيه ثم معارضته ما نزل منه فيه ويلزم من ذلك كثرة نزول جبريل فيه وفي كثرة نزوله من توارد الخيرات والبركات ما لا يحصى ويستفاد منها أيضا أن فضل الزمان انما يحصل بزيادة العبادة (وفيها) أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير (وفيها) استحباب تكثير العبادة في آخر العمر ومذاكرة الفاضل بالخير والعلم وان كان هو لا يخفى عليه ذلك لزيادة التذكرة والاتعاظ (وفيها) ان ليل رمضان أفضل من نهاره وأن المقصود من التلاوة الحضور والفهم لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية ويحتمل أنه كان يقسم ما نزل من القرآن في كل سنة على ليالي رمضان اجزاءا فيقرء كل ليلة جزءا في جزء من الليلة والسبب في ذلك ما كان يشتغل به في كل ليلة من سوى ذلك من تهجد بالصلاة ومن راحة بدن ومن تعاهد أهل ولعله كان يعيد ذلك الجزء مرارا بحسب تعدد الحروف المأذون في قراءتها ولتستوعب بركة القرآن جميع الشهر ولوا التصريح بأنه كان يعرضه مرة واحدة وفي السنة الأخيرة عرضه مرتين لجاز أنه كان يعرض جميع ما نزل عليه كل ليلة ثم يعيده في بقية الليالي أفاده الحافظ

الصفحة 56