كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

كره ذلك فقال عمر ألا ترى أن الشيخ اذا لم يحصن (1) جلد وان الشاب اذا زنا وقد أحصن (2) (عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم) (3) قالت لقد أنزلت آية الرجم ورضعات الكبير عشرا (4) فكانت في ورقة تحت سرير في بيتي (5) فلما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشاغلنا بأمره ودخلت دويبة (6) لنا فأكلتها (ز) (عن زر) (7) عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أقرأ عليك (8) قال فقرأ علي لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب (9) والمشركين منفكين (10) حتى تأتيهم البينة (11) رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة (12) وما تفرق الذين أوتو الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة إن الدين عند الله الحنيفية (13)
__________
عند الحاكم بلفظ (فقال عمر لما نزلت) أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت اكتبها فكأنه كره ذلك (1) أي لم يسبق له زواج (2) أي إن سبق له زواج رجم (قال الحافظ) فيستفاد من هذا الحديث السبب في نسخ تلاوتها لكون العمل على غير الظاهر من عمومها اهـ قال الحافظ السيوطي (قلت) وخطر لي في ذلك نكتة حسنة وهو أن سببه التخفيف على الأمة بعدم اشتهار تلاوتها وكتابتها في المصحف وان كان حكمها باقيا لأنه أثقل الأحكام وأشدها وأغلظ الحدود وفيه الاشارة إلى ندب الستر اهـ (تخريجه) (ك) وصححه وأقره الذهبي (3) (سنده) حدثنا يعقوب قال ثنا أبي عن ابن اسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (4) فيه دلالة على أن حكم الرضاع في الكبير كان بعشر مرات ولا يلزم منه أن يكون الحكم في الصغير ذلك (5) تعني هذه الآيات القرآنية بعد أن نسخت تلاوتها كانت مكتوبة في صحيفة تحت سريرها ولم ترد أنه كان مقروءا بعد إذا القول به يوجب وقوع التغيير في القرآن وهو خلاف النص أعني قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) (6) تصغير دابة وجاء عند ابن ماجه (دخل داجن فأكلها) والداجن هي الشاة يعلفها الناس في منازلهم وقد يقع على غير الشاة من كل ما يألف البيوت من الطير وغيرها (تخريجه) (جه) وسنده صحيح ورجاله ثقات (7) (سنده) (ز) حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا مسلم بن قتيبة ثنا شعبة عن عاصم بن بهدلة عن زر (يعني ابن حبيش) عن أبي بن كعب الخ (غريبه) (8) انما خص ابي بقراءة النبي صلى الله عليه وسلم عليه للتنويه به في أنه أقرؤ الصحابة فإذا قرأ عليه صلى الله عليه وسلم مع عظيم منزلته كان غيره أولى بطريق التبع له (9) قال الحافظ ابن كثير وانما قرأ عليه صلى الله عليه وسلم هذه السورة تثبيتا له وزيادة لإيمانه لأنه كان أنكر على ابن مسعود قراءة شيء من القرآن على خلاف ما أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقرأهما صلى الله عليه وسلم وقال لكل منها أصبت قال ابي فأخذني الشك وضرب صلى الله عليه وسلم في صدره قال ففضت عرقا وكأنما أنظر إلى الله فرقا وأخبره صلى الله عليه وسلم أن جبريل أتاه فقال إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك على سبعة أحرف رواه (حم نس د م) (وتقدم في باب أنزل القرآن على سبعة أحرف) فلما نزلت هذه السورة قرأها النبي صلى الله عليه وسلم قراءة إبلاغ وإنذار لا قراءة تعلم واستذكار اهـ (10) أي منفصلين عن كفرهم وشركهم يقال فككت الشيء فانفك أي انفصل (11) أي الحجة الواضحة وهو القرآن (12) أي في الصحف آيات وأحكام (قيمة) أي عادلة مستقيمة غير ذات عوج (13) الحنيف

الصفحة 59