كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ومن يفعل خيرا فلن يكفره (1) قال شعبة (2) ثم قرأ آيات بعدها ثم قرأ لو أن لابن آدم واديين من مال لسأل واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب قال ثم ختمها بما بقي منها (3) (وعنه من طريق ثان) (4) عن أبي بن كعب أيضا قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تبارك وتعالى أمرني أن أقرأ عليك القرآن قال فقرأ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب قال فقرأ فيها ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه لسأل ثانيا فأعطيه لسأل ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب وان ذلك الدين القيم عند الله الحنيفية غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ومن يفعل خيرا فلن يكفره (عن أبي واقد الليثي) (5) رضي الله عنه قال كنا نأتي النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إذا انزل عليه فيحدثنا فقال لنا ذات يوم ان الله عز وجل قال إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وايتاء الزكاة (6) ولو كان لابن آدم واد (7) لأحب أن يكون إليه ثان ولو كان له واديان لأحب أن يكون اليهما ثالث ولا يملأ جوف ابن آدم (8) إلا التراب ثم يتوب الله على من تاب
__________
عند العرب من كان على دين إبراهيم عليه السلام والحنف الميل أي المائل إلى الاسلام الثابت عليه (1) أي فلن يعدم ثوابه بل يجازي عليه (2) شعبة أحد رجال السند يقول ثم قرأ آيات بعدها ثم قرأ لو أن لابن آدم الخ كل هذا نسخ تلاوة وحكما (3) يعني قوله تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) الخ السورة لم يدخلها نسخ لا قراءة ولا حكما اما قوله ان الدين عند الله الحنيفية إلى قوله ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب فهذا منسوخ تلاوة وحكما والله أعلم (4) (سنده) حدثنا محمد ابن جعفر وحجاج قالا ثنا شعبة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) الطريق الأولى من زوائد عبد الله بن الامام احمد على مسند أبيه ولذا رمزت لها بحرف (ز) والطريق الثانية رواية الامام احمد وأخرجه أيضا الحاكم وصححه وأقره الذهبي وروى الامام احمد والشيخان والترمذي والنسائي من طريق شعبة ايضا سمعت قتادة يحدث عن أنس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بن كعب ان الله أمرني أن اقرأ عليك (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب) قال وسماني لك؟ قال نعم فبكى وسيأتي هذا الحديث وغيره في تفسير سورة لم يكن وانما بكى أبي من شدة الفرح بهذه البشرى العظيمة وفيه منقبة عظيمة لأبي بن كعب رضي الله عنه (5) (سنده) حدثنا أبو عامر ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي واقد الليثي الخ (غريبه) (6) معناه انما أنزل المال ليستعان به على إقامة حقوق الله عز وجل لا للتلذذ والتمتع كما تأكل الأنعام فإذا خرج المال عن هذا المقصود فات الغرض والحكمة التي أنزل لأجلها وكان التراب أولى به فرجع هو والجوف الذي امتلأ بمحبته وجمعه إلى التراب الذي هو أصله فلم ينتفع به صاحبه ولا انتفع به الجوف الذي امتلأ به (7) أي من مال وجاء في الحديث التالي (لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة) (8) أي بطنه كما جاء في الحديث التالي وفي رواية (ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب) وليس المراد عضوا بعينه والغرض من العبادات كلها واحد وهو من التفنن في العبارة والمراد بابن آدم

الصفحة 60