كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

(باب ما جاء في وعيد من جادل بالقرآن أو تأوله أو قال فيه برأيه من غير علم) (عن ابن عباس) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في القرآن بغير علم (2) فليتبوأ مقعده من النار (عن عائشة) (3) قالت قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات) (4) هن أم الكتاب (5) وأخر متشابهات (6) فأما الذين في قلوبهم زيغ (7) فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة (8) وابتغاء تأويله (9) وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون (10) في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر (11) إلا أولو الألباب (12) فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله عز وجل (13) فاحذروهم (عن عقبة بن عامر) (14) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما أخاف على أمتي الكتاب واللبن قال قيل يا رسول الله ما بال الكتاب؟ قال يتعلمه المنافقون ثم يجادلون به الذين آمنوا فقيل وما بال اللبن؟ قال أناس يحبون اللبن فيخرجون من الجماعات ويتركون
__________
(كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) كما قاله ابن سلام اهـ (باب) (1) (سنده) حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الأعلى الثعلبي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ (غريبه) (2) أي بغير دليل يقيني أو ظني نقلي أو عقلي مطابق للشرعي قاله القارى وقال المناوي أي قولا يعلم أن الحق غيره وقال في مشكلة بما لا يعرف (فليتبوأ مقعده من النار) أي ليهيء مكانه من النار قيل الأمر للتهديد والوعيد وقيل الأمر بمعنى الخبر (قال الحافظ) وأحق الناس بما فيه من الوعيد قوم من أهل البدع سلبوا لفظ القرآن مادل عليه وأريد به أو حملوه على مالم يدل عليه ولم يرد به في كلا الأمرين مما قصدوا نفيه أو اثباته من المعنى فهم مخطئون في الدليل والمدلول اهـ باختصار (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن صحيح قال في تحفة الأحوذي وأخرجه أحمد والنسائي وابن جرير اهـ (قلت) وفي اسناده عبد الأعلى بن عامر الثعلبي قال في الخلاصة قال أحمد ضعيف وفي التهذيب قال النسائي ليس بقوي ويكتب حديثه وقال ابن عدي قد حدث عنه الثقات (3) (سنده) حدثنا اسماعيل قال أنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة الخ (غريبه) (4) أي واضحات الدلالة (5) أي أصله العتمد عليه في الأحكام (6) أي لا تفهم معانيها كأوائل السور وجعله كله محكما في قوله (أحكمت آياته) بمعنى انه ليس فيه عيب ومتشابها في قوله (كتابا متشابها) بمعنى أنه يشبه بعضه بعضا في الحسن والصدق (7) أي ميل عن الحق (8) أي طلب الفتنة لجهالهم بوقوعهم في الشبهات واللبس (9) أي تفسيره (10) أي الثابتون المتمكنون في العلم مبتدأ خبره (يقولون آمنا به) أي بالمتشابه أنه من عند الله ولا نعلم معناه (11) بتشديد الذال المعجمة مفتوحة وأصله يتذكر أدغمت التاء في الذال تخفيفا أي يتعظ (12) أي أصحاب العقول (13) أي بقوله تعالى (فأما الذين في قلوبهم زيغ) الخ فاحذروهم أي لا تجالسوهم ولا تكالموهم أيها المسلمون والمقصود التحذير من الاصغاء إلى الذين يتتبعون المتشابه من القرآن وأول ما ظهر ذلك من اليهود كما ذكره ابن اسحاق في تأويلهم الحروف المقطعة وان عددها بالجمل مقدار مدة هذه الأمة ثم أو ل ما ظهر في الاسلام من الخوارج حتى جاء ابن عباس أنه فسر بهم الآية وقصة عمر في انكاره على ضبيع لما بلغه أن يتبع المتشابه وضربه على رأسه حتى أدماه أخرجها البخاري وغيره والله أعلم (تخريجه) (ق د مذ جه) (14) (سنده) حدثنا حسن بن موسى قال ثنا ابن لهيعة

الصفحة 62