كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

(عن أبي أمامة الباهلي) (1) قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة كبر ثلاث مرات ثم قال لا إله إلا الله ثلاث مرات وسبحان الله وبحمده ثلاث مرات ثم قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزة ونفخة ونفثة (وعن أبي سعيد الخدري) (2) بأطول من هذا وفيه ثم يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزة ونفخة ونفثة (عن سليمان ابن صرد) (3) قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين وهما يتقاولان (4) وأحدهما قد غضب واشتد غضبه وهو يقول (5) فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه الشيطان (6) قال فأتاه رجل فقال قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (7) قال هل تر بأسا؟ (8) قال ما زاده على ذلك (9) (باب ما جاء في البسملة قبل القراءة وفضلها) (عن أبي تميمة الهجيمي) (10) عن ردف النبي صلى الله عليه وسلم أو من حدثه عن ردف النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان ردفه (خلفه على ظهر الدابة) فعثرت به دابته فقال
__________
السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين) وهذا أمر ندب ليس بواجب حكى الإجماع على ذلك أبو جعفر بن جرير الطبري وغيره من الأئمة والمعنى في الاستعاذة عند ابتداء القراءة لئلا يلبس على القارئ قراءته ويختلط عليه ويمنعه من التدبر والتفكر قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ولهذا ذهب الجمهور الى أن الاستعاذة إنما تكون قبل التلاوة وحكى عن حمزة وأبي حاتم السجستاني انها تكون بعد التلاوة واحتجا بهذه الآية ونقل النووي في شرح المهذب مثل ذلك عن ابي هريرة أيضا ومحمد بن سيرين وابراهيم النخعي والصحيح الأول اهـ (قلت) وأحاديث الباب تؤيد ما ذهب اليه الأولون (1) (هذا الحديث) تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب دعاء الافتتاح والتعوذ قبل القراءة من كتاب الصلاة في الجزء الثالث صحيفة 178 رقم 505 (2) (هذا الحديث) تقدم أيضا بسنده وشرحه وتخريجه في الباب المشار اليه آنفا في الجزء الثالث أيضا صحيفة 177 رقم 504 فارجع اليه أما لفظ الاستعاذة فهو أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كما في حديث أبي أمامة أو أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم كما في حديث أبي سعيد (أما قوله من همزه نفخه ونفثه) فقد فسر العلماء همزه بالموتة بضم الميم والموتة الجنون (ونفخه) الكبر (ونفثه) الشعر والاستعاذة بالله هي الاعتصام به (3) (سنده) حدثنا حفص بن غياث قال ثنا الأعمش عن عدي بن ثابت الأنصاري عن سليمان بن صرد الخ (غريبه) (4) أي يستبان كما في رواية البخاري أي يسب بعضهما بعضا (5) أي يسب ويشتم صاحبه والظاهر أنه زاد في السب والشتم عن صاحبه لشدة غضبه (6) لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الكلمة التي أشار اليها في هذه الرواية وذكرها البخاري في روايته فقال (لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد) أي لأن الغضب من نزغات الشيطان قال تعالى (واما ينزعنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) (7) في سنن ابي داود ان الذي قال له ذلك معاذ ابن جبل (8) أي هل تر بي جنونا كما جاء في رواية البخاري (9) الظاهر انه لم يقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ظنا منه أنه لا يستعيذ من الشيطان إلا من به جنون ولم يعلم أن الغضب نوع من مس الشيطان قال النووي هذا كلام من لم يفقه في دين الله ولم يتهذب بأنوار الشريعة المطهرة ولعله كان من المنافقين أو من جفاة الأعراب والله أعلم (تخريجه) (ق د) والنسائي في اليوم والليلة (باب) (10) (سنده) حدثنا يزيد أنا سفيان عن عاصم الأحول عن أبي تميمة الهجيمي الخ

الصفحة 64